شهدت منطقة جرمانا في ريف دمشق، أمس السبت، اشتباكات بين مجموعات من داخل جرمانا وقوى الأمن العام، ما تسبب بمقتل شخص وإصابة 9 آخرون بجروح، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وبعد ساعات من التصعيد، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد قوات دمشق، وقال في بيان أصدرته وزارته: “لن نسمح للنظام الإرهابي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز”، مضيفاً أنه ” إذا هاجم النظام الدروز فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا، لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه” وفقاً لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”.
وتعقيباً على ما حدث، لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن “الغالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا منذ عام 2011، تقطن في ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرقي دمشق”، مشيرة إلى أن “ضاحية جرمانا كانت من أولى المناطق التي أسقط فيها السكان في السابع من كانون الأول الماضي، عشية الإطاحة بحكم بشار الأسد، تمثالاً نصفياً لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موضوعاً في ساحة رئيسية تحمل اسمه”.
وفيما يتعلق بالتدخل “الإسرائيلي” اعتبر مقال نشره موقع “العربي الجديد” أن “لعل التضامن العربي والإقليمي مع سوريا في إدانة العدوان الصهيوني إيجابي، ولكنّه غير كافٍ، ليقين الجميع بأن العدوان الإسرائيلي المتصاعد نتيجة طبيعية لغياب الرادعين، العسكري والسياسي، فضلاً عن رضا أمريكي واضح عن سياسات إسرائيل في المنطقة عموماً، وهذا ما يتطلّب من العرب استثمار كامل نفوذهم بالضغط على الجانب الأمريكي، الذي وحده (دون سواه) يمكن أن يوقف هذه الجريمة”.
فيما أشارت صحيفة “الإندبندنت عربي” إلى أنه ما يزال هناك فرصة لمنع تمدد “إسرائيل” في سوريا أكثر موضحة أن “دروز إسرائيل قاموا بدور أساس في نمو تيار داخل إسرائيل لحماية الدروز في جنوب سوريا كامتداد لدروز إسرائيل، إلا أن أهل السويداء لم يتحالفوا مع إسرائيل على رغم الأخطار ضدهم، ولكن تهديد هيئة تحرير الشام، باجتياح المحافظة ونزع سلاحها ونشر مواقف معادية للدروز من قبل أنصار الهيئة، قطعت شعر معاوية بين الإسلاميين والمجلس الجنوبي، فطلب دروز إسرائيل من حكومتهم أن تحمي أبناء جلدتهم داخل سوريا، فقررت تل أبيب أن تمد حمايتها العسكرية إلى شمال السويداء محذرة الهيئة بأن أي تقدم لقوات السلطة في دمشق باتجاه الجنوب ستضربه إسرائيل”.
وتابعت الصحيفة أن “بحسب التقدير الاستراتيجي لم يبقَ سوى خيط واحد قد يكون له دور في تسوية سورية- سورية، من المحتمل أن تكون مبادرة سعودية لمؤتمر يجمع الهيئة والسنة العرب في سوريا مع الأكراد والدروز وربما العلويين وبمشاركة المسيحيين أيضاً، فإما أن تقبل كل هذه الفئات بمبادرة من هذا النوع تحت إشراف الرياض أو أن يتجذر الأمر الواقع، أي أن يبقى الدروز على أرضهم بحماية إسرائيلية، وربما أمريكية، حتى حلول مرحلة جيوسياسية جديدة”.
وتتزامن هذه الأحداث في بعض المناطق السورية مع تزايد الحديث عن سيناريوهات التقسيم في سوريا، إلى جانب التمدد الإسرائيلي في الجنوب السوري.