أجرى مجلس الأمن يوم الخميس 21 آذار الجاري، جلسة مفتوحة بشأن سوريا، بحضور ممثلي الدول ومسوؤلين أممين، قيّموا الوضع الإنساني في سوريا.
وأعرب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، خلال الجلسة عن قلقه من “عدم إحراز أي تقدم في سوريا”، معتبراً “أن جميع التطورات تسير في الاتجاه الخاطئ”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف أن “16.7 مليون شخص في هذا البلد يحتاجون حالياً إلى مساعدات إنسانية، وأن هذا الرقم هو الأعلى منذ 13 عاماً”.
وأطلع بيدرسن، أعضاء مجلس الأمن على تفاصيل الزيارة الأخيرة التي أجراها مؤخراً إلى سوريا، موضحاً أنه بحث التحضيرات للجولة التاسعة لـ”اللجنة الدستورية” ومكان إجرائها.
ولفتت مساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا، إلى أن “أكثر من نصف سكان سوريا باتوا بحاجة إلى المساعدات الغذائية، بعد مرور 13 عاماً من الحرب في البلاد وتزايد الاحتياجات الإنسانية”.
وأضافت أن “معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، ارتفع بمقدار ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية”، مضيفة أن أكثر من نصف مليون طفل سيحتاجون إلى علاج منقذ للحياة من سوء التغذية الحاد هذا العام.
وأشارت مسويا إلى خفض المساعدات الغذائية المُقدمة من برنامج الأمن الغذائي، موضحة أن هذا التخفيض يعني أن المساعدات الغذائية سيتم تقديمها إلى مليون شخص فقط بدلاً من ثلاثة ملايين، مبيّنة أن هذا التخفيض “ستكون له عواقب مدمرة على السكان”.
وبعد استعراض الواقع الإنساني في سوريا، أضاء المندوب الروسي الدائم في مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، إلى الوضع الميداني في سوريا وتأثيره في الوضع الإنساني والأمني، إذ بدأ مداخلته خلال الجلسة بالحديث عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، وقال: “نشعر بالقلق خصوصاً إزاء تكثيف الضربات الجوية الإسرائيلية ضد المواقع المدنية السورية، بما في ذلك من منطقة الخط الأزرق، وتحمل مثل هذه الأعمال غير المسؤولة خطر جر سوريا وعدد من جيرانها إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق”.
وأضاف “ندين بشدة مثل هذه الهجمات على أراضي الجمهورية العربية السورية، ونعتبرها انتهاكاً صارخاً لسيادة هذه الدولة والقواعد الأساسية للقانون الدولي، ونشير أيضاً إلى أن الغارات الإسرائيلية ستكون لها عواقب سلبية خطيرة على الاستجابة الإنسانية في الوقت المناسب لوكالات الأمم المتحدة”.
وحول الوجود الأمريكي في سوريا قال نيبيزيا: “لقد أوقف زملاؤنا الأمريكيون القتال ضد داعش في سوريا، ويستخدمون منذ فترة بعيدة المسلحين الذين ربُّوهم حصرياً لاحتياجاتهم الخاصة، بما في ذلك التخريب ضد قوات الحكومة السورية”.
كما أشار إلى وجود “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” في إدلب، موضحاً أن هذه المجموعة مستمرة بشن هجمات ضد مناطق سيطرة دمشق، مبيّناً أن “الأمريكيين وأعوانهم الغربيين يحاولون تبييض واجهتهم وهذا أمر مفضوح”.
وفي الوقت نفسه، أكد نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، روبرت وود، أن بلاده لن ترفع عقوباتها عن دمشق.
يشار إلى أن 15 آذار الفائت كانت الذكرى الـ13 للحرب على سوريا، وسط تراجع مستمر للواقع الاقتصادي والإنساني في البلاد، وتعدد الجهات المسيطرة على الأراضي السورية ومقدراتها، إذ تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بدعم أمريكي على مناطق شرقي سوريا، بينما تسيطر تركيا على أراضٍ في الشمال السوري، وفي غربي البلاد، تسيطر “هيئة تحرير الشام” على محافظة إدلب.أثر برس