عقد مجلس الأمن أمس الثلاثاء جلسة طارئة بطلب من سوريا لمناقشة التطورات الأخيرة التي تشهدها جبهات الشمال السوري.
وشرح مبعوث سوريا في الأمم المتحدة قصي الضحاك، الأوضاع في سوريا بعد هجوم المجموعات المسلحة على مناطق شمالي سوريا، موضحاً أن “الهجوم الإرهابي على حلب تزامن مع تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم الخارجي لهم بما فيه العتاد الحربي والأسلحة الثقيلة والعربات والطائرات المسيرة وتقنيات الاتصال الحديثة وتأمين خطوط الإمداد العسكري واللوجيستي”.
وأضاف أن “الهجوم الإرهابي دفع بآلاف العائلات في حلب للتوجه نحو مناطق سيطرة الدولة السورية في حين يواجه من بقي عالقاً داخل المدينة ظروفاً إنسانية صعبة واعتداءات من التنظيمات الإرهابية”.
وأكد مندوب سوريا أن حجم ونطاق الهجوم “يوضح الدعم الذي توفره أطراف إقليمية ودولية وجدت في الإرهاب أداة لتنفيذ سياستها الخارجية واستهداف الدولة السورية وزعزعة أمنها واستقرارها والتسبب في معاناة أهلها”.
وأضاف أن “الهجوم الإرهابي على شمال سوريا لم يكن ممكناً تنفيذه من دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي – إسرائيلي مشترك مهدت له اعتداءات إسرائيلية متكررة على الأراضي السورية”، مشدداً على أن “سوريا تحمل الدول الداعمة لتنظيم “هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) والكيانات المرتبطة به المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم والآثار المترتبة عنه”.
من جانبه، أعرب بيدرسون عن قلقه من التطورات التي شهدتها سوريا خلال الأسبوع الأخير، داعياً إلى وجود تحرّك سريع نحو عملية سياسية جادة تشمل الأطراف السورية واللاعبين الدوليين الرئيسيين لمنع تفاقم الأزمة، معتبراً أنه “لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا، وأكد أنه إذا لم يتم خفض التصعيد والتحرك نحو عملية سياسية، فستكون سوريا في خطر شديد”.
وفي الوقت الذي أعرب فيه نائب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة روبرت وود، عن قلقه من الهجوم الذي شنته “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)”، دعت واشنطن مدير منظمة “الخوذ البيضاء” التي تعمل في مناطق سيطرة “الهيئة” إلى الجلسة.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في الجلسة: “إن الولايات المتحدة دعت ممثل منظمة الخوذ البيضاء المقيتة لحضور هذه الجلسة من دون التشاور مع أحد” مضيفاً أن “الإرهابيين في سوريا يحصلون على الدعم من الولايات المتحدة وحلفائهم”.
وفيما يتعلق بالموقف الإيراني، أشار سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، إلى أن “حجم وتعقيد عمليات هيئة تحرير الشام، بما في ذلك استخدام الأسلحة المتقدمة والطائرات المسيرة، يشير إلى الدعم الخارجي المتعمد، وعلى رأسه الولايات المتحدة، التي حولت الإرهاب إلى أداة في سياستها الخارجية لتحقيق أهدافها السياسية”.
وأكدت المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة، “دعمها للجمهورية العربية السورية في مواجهتها للإرهاب المتمثل بتنظيمي داعش وجبهة النصرة، والكيانات والمجموعات بهما، ومن أعمال العدوان الإسرائيلي المتكرر عليها، ومن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري”، مشدداً على أن بلاده ستبقى مستمرة بدعم دمشق.
وبعد أيام قليلة من بدء الهجوم أعربت عدد من الدول العربية وغير العربية عن دعمها لدمشق في التصعيد الحاصل، وأجرى عدد من الزعماء في العالم اتصالات مع تركيا، مؤكدين أن أنقرة يمكنها أن تؤدي دوراً مهماً في ضبط هذا التصعيد، وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية الإيراني عباش عراقتشي، أمس الثلاثاء، أن “إيران ستفكر في إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك”.
من جانبه قال مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي: “كنا نأمل أن يتمكن السيد هاكان (وزير خارجية تركيا)، وهو شخصية ذات خبرة في مجال الاستخبارات والسياسة الخارجية، من تصحيح بعض أخطاء السياسة الخارجية التركية. لكننا لم نتوقع أن تقع تركيا، التي لديها تاريخ طويل في الإسلام، في الفخ الذي أعدّته لها أمريكا والصهاينة”، وفق ما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية.
يشار إلى أنه بعد الهجوم الذي نفذته المجموعات المسلحة شمالي سوريا أخلت أنقرة مسؤوليتها عن الهجوم، وبعد أيام قليلة من دخول هذه الجماعات لمحافظة حلب، رفع المسلحون العلم التركي فوق قلعة حلب وتم نشر مشاهد لسيارات تحمل لوحات تركية تجول في المحافظة، إلى جانب المقالات التي نشرها كتاب وصحافيون أتراك في صحفهم وأكدوا فيها أن محافظة حلب هي “ولاية تركية”.