خاص || أثر برس بعنوان”جلكيات وأسماك المياه العذبة في الشرق الأوسط”، شاركت سوريا جامعات عالمية عريقة، في إنجاز بحث علمي جديد يتحدّث عن أسماك المياه العذبة المستوطنة والدخيلة في الشرق الأوسط، ليكون بمثابة دعامة يستند إليها الباحثون والدارسون في علم الأسماك وتأثير التغيرات المناخية والنشاطات البشرية على التنوع الحيوي المائي.
وقال مدير البحث العلمي والنشر في جامعة المنارة والباحث والخبير في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الدكتور أديب سعد، المشارك في إنجاز البحث لـ”أثر”: هذه الدراسة تشكل قاعدة صلبة ومرجعاً مهماً للأبحاث المستقبلية في هذا المجال في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط وشاهداً على التغيرات التي حصلت وستحصل لاحقاً على هذا الفاونا (مجموع الأحياء السمكية) بفعل التغيرات البيئية والأنشطة البشرية المختلفة، مضيفاً: “نأمل أن نكون من خلال هذا العمل ساهمنا في وضع النتائج العلمية في خدمة المجتمع وبناء المستقبل”.
وأضاف سعد: تمت مراجعة الوضع الحالي لـ”اكثيوفونا” المياه العذبة في الشرق الأوسط، وتم تقديم قائمة مرجعية لأشباه الأسماك المسمّاة (جلكيات أو لاميري) وأسماك المياه العذبة، وقد أظهرت الدراسة أن المياه العذبة المؤكدة في منطقة الشرق الأوسط تضم 715 نوعاً تنتمي إلى 27 رتبة، 54 عائلة، 162 جنساً، ومن بين هذه الأنواع هناك 485 نوعاً 67.9 % مستوطن في الشرق الأوسط، و51% نوعاً دخيلاً.
ووفقاً لمعايير القائمة الحمراء للاتحاد لدولي لحفظ الطبيعة، يؤكد سعد أنه من بين 664 نوعاً من الأنواع الموزعة بشكل طبيعي (لا تشمل الأنواع الغريبة) انقرضت منها 6 أنواع من الأسماك، وتم تصنيف 130 نوعاً بأنها مهددة بالانقراض.
وأوضح سعد أن البحث هو حصيلة دراسات ميدانية متتالية في كل بلد على حدة، ومقارنة نتائج الدراسات الحديثة مع ما هو منشور سابقاً منذ القرن الثامن عشر وخاصة من قبل الباحثين المستشرقين الأوروبيين منذ عهد الاحتلال العثماني، وقبل أن ينقسم الشرق الأوسط والجزيرة العربية إلى العديد من الدول.
وبيّن سعد أن البحث جاء نتيجة التغيرات الكبيرة التي طرأت على التنوع الحيوي والتوزع الجغرافي “الساونا السمكية” خلال الفترة الزمنية الطويلة وذلك بفعل عدة عوامل رئيسية مثل النشاطات البشرية كالزراعة، الصناعة، التوسع عمراني، بناء السدود على الأنهار، التلوث، التغيرات المناخية والبيئية.
وأضاف سعد أن البحث يتضمن 428 صفحة، شارك بإنجازه 10 باحثين مخضرمين من جامعات عالمية عريقة في إيران (جامعات شيراز وطهران ولورستان)، تركيا (جامعتي نفشهير وتشيكوروفا)، العراق (جامعة بغداد)، سوريا (جامعة المنارة)، كندا (المتحف الكندي للعلوم الطبيعية في أتوا)، ألمانيا (متحف العلوم الطبيعية في شتوتغارت).
وأردف سعد: شمل هذا البحث لأول مرة دراسة شاملة للفونا السمكية العذبة، ماضيها وحاضرها في 13 دولة مجتمعة في دراسة واحدة هي (إيران، تركيا، العراق، سوريا، لبنان، الأردن، السعودية، اليمن، سلطنة عمان، دولة الإمارات، البحرين، والكويت).
باسل يوسف – اللاذقية