خاص|| أثر برس دفع الوضع المعيشي والارتفاع بالأسعار إلى مستوى غير مسبوق، الكثير من الأُسر التزمت بإنجاب ولد واحد أو ولدين على الأكثر؛ خصوصاً مع عجز الآباء عن توفير الحد الأدنى من احتياجات أولادهم؛ وحتى الأسر التي اعتادت أن تنظر إلى زيادة عدد الأبناء على أنها رزق أصبحت تخشى الحرمان جراء التفكير في إنجاب المزيد من الأطفال.
حالات
بعد أن أنجبت عالية طفلها الأول؛ توقعت بعد عامين أن تخطط لإنجاب طفلها الثاني؛ ولكن جرت الرياح بما لا تحب عالية؛ حيث بلغ اليوم عمر ابنها ست سنوات وما يزال وحيداً؛ والسبب في توقفها عن الإنجاب “االوضع الاقتصادي السيئ”، بحسب تعبيرها.
تقول عالية لـ “أثر”: “كلفة الطفل قبل أن يأتي نصف مليون ليرة فبحسبة بسيطة نجد أنفسنا قد دفعنا تكاليف ولادة وأجور مستشفى وطبيب ما يقارب الـ ٧٠٠ ألف ليرة، وإذا بمستشفى خاص المبلغ يكون بالملايين”.
وتضيف:”تأتي بعدها مصاريف الطفل التي لا تنتهي فمن الحفاضات إلى الحليب واللباس والأدوية وغير ذلك ويكون مصروف الطفل هو الآخر ما يقارب نصف مليون ليرة هذا من غير طعام وشراب الأسرة”.
وتؤكد عالية أمنيتها في أن تنجب طفلاً آخر إلا أن الأمنيات لا يسندها الواقع؛ لذلك وبعد تفكير طويل قررت هي وزوجها الاكتفاء بولد واحد وحياة كريمة وعدم الإنجاب.
رأي مخالف
أما سوزان فلها رأي مخالف لأنها تميل إلى الإنجاب وتربية الأطفال، وتقول لـ “أثر”: “على الرغم من أن الوضع المادي للعائلة دون الوسط إلا أنني أؤمن بإن الطفل يأتي مع رزقته التي قسمها الله له”.
وتضيف “زوجي لم يعد يحتمل المصاريف الثقيلة لوحده فقد تركت عملي لأتفرغ لتربية أولادي الأربعة لأنهم بحاجتي ويحتاجون للرعاية والاهتمام”؛ فهي تعتبر أن الأبناء سند عندما يكبر الأبوان.
إحصائية
وفي السياق، بيّن رئيس جمعية المولدين النسائيين والأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة دمشق د. مروان الحلبي في حديث لـ “أثر” أنه قبل عام 2010 كانت نسبة الولادات تصل إلى 550 ألف ولادةً سنوياً، مشيراً إلى أن هذا الرقم هو آخر إحصائية؛ من بعد هذا التاريخ فمنذ بداية الحرب لم تجرِ الجمعية أي إحصائية ولا يوجد رقم دقيق.
وأشار إلى أن الناس حالياً تؤجل الحمل والولادة نظراً للظروف الاقتصادية السيئة؛ وتالياً سفر الشباب وهجرتهم لعب دوراً كبيراً في تقليص عدد الولادات؛ علاوةً على أن تكاليف الحمل والولادة ومصاريف الأطفال غالية جداً وليس بمقدور الموظف العادي تحملها.
وأكد د. الحلبي لـ “أثر” أن عدد الولادات يتناقص إلى النصف بسبب الظروف الحالية.
وختم رئيس جمعية المولدين النسائيين والأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة دمشق د. مروان الحلبي، كلامه قائلاً لـ “أثر”: “هذا وتؤمّن بعض العائلات بحتمية تنظيم الأسرة جراء التراجع في الأوضاع المعيشية؛ لا بسبب الإجراءات التوعوية فكل أب وأم من المتزوجين حديثاً يدركان جيداً أن إنجاب المزيد من الأبناء يجلب إليهما مآسي اقتصادية واجتماعية وسط النظرة التشاؤمية للمستقبل، وعدم وجود أفق حقيقي لكسب المزيد من المال“.
دينا عبد