أفادت إحدى المنظمات المعارضة، بوجود أطفال سوريين مجندين للقتال عالقين في ليبيا، أُرسلوا ليشاركوا في النزاع الليبي.
حيث قالت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” المعارضة، أمس الأربعاء، إن “ظاهرة تجنيد الأطفال السوريين دون سن العشرين إلى جانب حكومة الوفاق الليبية (المدعومة من تركيا) لم تتوقف بعد، على الرغم من إعلان فرض قيود صارمة على تجنيد الأطفال”.
وأضاف تقرير المنظمة: إن “عمليات إرسال الأطفال السوريين ظلت مستمرة حتى أيلول 2020، بواسطة سماسرة يلعبون دور صلة الوصل بين المجند أو ذويه، وبين قائد الفصيل من جهة أخرى، إذ تتفق جميع الأطراف على تزوير الأوراق الثبوتية وتغيير تاريخ الميلاد، أو استخراج وثائق جديدة تحمل بيانات غير حقيقية، حتى لا يتضح عمر الطفل الحقيقي”.
ووفقاً للتقرير المذكور، فإن عدد الأطفال السوريين المجندين، وصل حتى شباط الماضي إلى حوالي 200، في مدينة طرابلس الليبية في معسكر بالقرب من مطار “معتيقة” الدولي، بالإضافة إلى وجود عدد من الأطفال في مواقع أخرى يؤدون مهاماً عسكرية.
ونقلت المنظمة عن مجند سابق عمره 19 عاماً، قوله إنه “جمع نحو 200 مقاتل تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، في معسكر حديث أُنشأ في مطار معتيقة، بعد صدور قرار قضى بترحيل المقاتلين الأطفال والكبار السن، إلا أنهم لا يزالون عالقين في ظل ظروف سيئة ونقص في الرعاية الطبية، وهم ممنوعون من المغادرة”، مضيفاً: “في الحقيقة هم من يرفضون العودة إلى سوريا.. لأن أجورهم لا تزال جارية”.
وتحدثت المنظمة أيضاً، عن تجنيد سوريين مع أطفالهم للقتال، عبر وسطاء سوريين مقيمين في ليبيا منذ فترات طويلة، بالإضافة إلى وجود عمليات تجنيد كانت تتم برعاية تركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اعترف في شباط من عام 2020 الفائت، بإرسال مسلحين من الفصائل التي يدعمها في شمال سوريا إلى ليبيا.
يذكر أن كل من تركيا وقطر تعتبران الداعم الأساسي لـ “حكومة السراج”، التي تسيطر على الجزء الغربي من الساحل الليبي، وتعتمد هذه الحكومة على مسلحي التنظيمات المتطرفة بما في ذلك عناصر من المجموعات المسلحة التي نقلتها تركيا من سوريا إلى ليبيا في عملية المواجهة مع قوات المشير “خليفة حفتر”، أو ما يعرف باسم “حكومة بنغازي”، والتي تعد كل من الإمارات ومصر وروسيا، من الأطراف الرئيسية التي تدعمها في حربها ضد “السراج”، ومن يتحالف معه.