لا تزال أصداء الصاروخ السوري الذي سقط في النقب بالقرب من مفاعل ديمونا النووي، تُسمع في “الأوساط الإسرائيلية” التي تعمل إلى الآن في البحث بأسباب فشل “إسرائيل” بالتصدي له، خصوصاً بعد التحقيق من أن الصاروخ لم يسقط عن طريق الخطأ.
وقال مفوض شكاوى الجنود، وقائد الكليات العسكرية، وقائد الفرقة النظامية 36 يتسحاق بريك م في مقاله بموقع “ميدا”: “المنظومة الصاروخية في الجيش الإسرائيلي غير قادرة على الرد على آلاف الصواريخ التي ستطلق على الجبهة الداخلية الإسرائيلية كل يوم في الحرب القادمة، وإن عدم النجاح في اعتراض الصاروخ السوري الأسبوع الماضي ما هو إلا غيض من فيض، رغم أن الحديث الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ دفاع جوي على الصاروخ السوري، غير مناسب لاعتراض هذا النوع من الصواريخ”.
وأضاف أن “الصاروخ السوري ليس ناجماً عن عطل، وإنما هو إطلاق متعمد لصاروخ لديه فرصة ضئيلة لإصابته، لكني مهتم بسؤال واحد حول مدى جدية الأعذار الوهمية التي تقوض ثقة الجمهور في الجيش، وتنقلها للمعلقين العسكريين”.
وأشار إلى أن “معنى الحادث أن الجيش لم يطلق صاروخاً مناسباً على الصاروخ السوري، رغم أن الجيش فوجئ بذلك الصاروخ المعادي، ولم يكن مستعداً للتعامل معه، رغم أننا في وقت كان يجب أن تكون يقظة نظام “الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي” أعلى بكثير مما هي عليه على أساس يومي.
وأكد أن “السيناريو الذي ستعاني فيه إسرائيل من أضرار جسيمة من استهداف المدن الرئيسية والمواقع الاستراتيجية باستخدام الصواريخ الدقيقة، مما يعني أننا أمام سيناريو متطرف، لكنه مهم، وأن الجبهة الداخلية نقطة ضعف، ولا يوجد استثمار كاف للتحضير لمثل هذا الحدث، مما يؤكد أننا أمام تغيير جذري في قدرات العدو الهجومية”.
وقال: “إننا أمام إطلاق عدة صواريخ دقيقة أكثر فعالية بكثير من الإطلاق العشوائي لعشرات ومئات الصواريخ، وحتى لو كان لدى الجيش صواريخ يمكنها اعتراض الصاروخ السوري وبقية صواريخ العدو الباليستية، فإن هذه الصواريخ قادرة على تحقيق صورة نصر بسبب الأضرار التي لحقت بالمواقع الاستراتيجية أو رموز الدولة، ومن الناحية الاقتصادية لا تملك إسرائيل القدرة على الاحتفاظ بمخزون كبير من هذه الصواريخ”.
وأضاف أن “تكلفة الصاروخ الواحد من منظومة “السهم” تبلغ ثلاثة ملايين دولار، و”العصا السحرية” مليون دولار، والقبة الحديدية مائة ألف دولار، وبالتالي فإن التكلفة الباهظة للمواجهة والقتال ستكون أكثر من 30 مليار دولار، وهذه تكلفة التسلح وحدها، دون حساب الأضرار الإضافية للأرواح والممتلكات، وهل يتصور أحد في إسرائيل قدرة اقتصادية على الاحتفاظ بمخزون من الصواريخ بهذه التكلفة الفلكية؟ بالطبع لا”.
وأكد أنه “في الحرب المقبلة سيتم إطلاق 2000-4000 صاروخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية كل يوم، من ترسانة تضم 250 ألف صاروخ في أيدي إيران وأذرعها، مما سيسمح بإطلاق الآلاف منها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية لأسابيع متواصلة، وفي الوقت نفسه، هناك خطر يتمثل بتعطيل أنظمة الاعتراض الحركية للجيش، وإبطال مفعولها بواسطة الصواريخ ذات الرؤوس الحربية وفائقة السرعة التي يصعب اعتراضها”.
وأشار إلى أن “صواريخ الجيش الإسرائيلي المضادة للصواريخ، وصواريخ أرض- أرض قادرة على توفير الحماية فقط لفترة قصيرة جداً، لعدة أيام على الأكثر، وأيضاً لحماية الأهداف الاستراتيجية مثل محطات الطاقة، ومرافق تحلية المياه، والقواعد الجوية، والحكومة، والرموز، وليس على التجمعات السكانية”.
وأضاف أنه “حتى لو نجح النظام الدفاعي للجيش الإسرائيلي باعتراض عدد من الصواريخ، فستكون هذه قطرة في المحيط أمام آلاف الصواريخ التي ستطلق على إسرائيل كل يوم، وستلحق أضراراً قاتلة بالبنية التحتية والسكان الإسرائيليين، في ضوء أننا أمام صواريخ العدو أرض- أرض، وكثير منها دقيقة، ستطلق على إسرائيل من مسافات تصل مئات الكيلومترات، مما يعني أن الجيش لا يستعد لهذه الحرب المستقبلية”.
وأكد أن “الجيش يستثمر كل المساعدات الخارجية الأمريكية في السنوات القادمة بقيمة تسعة مليارات دولار في الطائرات، وبالتالي إصلاح التصورات القتالية القديمة دون الاستعداد للحروب المستقبلية، والاستثمار والجمع بين مجموعة هجومية من صواريخ أرض – أرض، ومجموعة ليزر دفاعية، كنسخة احتياطية للطائرات، ووفقاً لنظام القبة الحديدية والصواريخ المتعددة، ستتمكن طبقتان من توفير إجابة لآلاف الصواريخ التي سيتم إطلاقها يومياً على الجبهة الداخلية في الحرب القادمة”.
وختم بالقول: “إن ما تصدر من تصريحات إسرائيلية أخيرة على خلفية الصاروخ السوري، تسعى لذر الرمل في العيون، كما أن التهديدات الأخيرة التي وجهها وزير الحرب بيني غانتس إلى حزب الله في لبنان وحماس في غزة هي أيضاً كليشيهات حزينة، وتنبئ عن الغرور فقط، ما سيجلب لنا كارثة في الحرب القادمة، إن اندلعت”.