أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، جولته في المنطقة إثر الحرب التي تشهدها فلسطين بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، موصلاً فيها عدداً من الرسائل إلى الكيان الإسرائيلي وحلفائه.
جاءت جولة أمير عبد اللهيان بعد اتصالات أجراها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس بشار الأسد.
توقيت الجولة
جولة عبد اللهيان، بين العراق وسوريا ولبنان جاءت في الوقت الذي تشهد فيه الجبهات في كل من سوريا ولبنان حالة تصعيد ميداني، فالجنوب اللبناني يشهد اعتداءات متكررة للكيان الإسرائيلي والتي يقابلها رد من حزب الله، أما سوريا فشهدت قبل يوم واحد من وصول عبد وزير الخارجية الإيراني عدوانين “إسرائيليين” استهدفا مطاري دمشق وحلب الدوليين ما تسبب بإخراجهما عن الخدمة، وكذلك شهدت منطقة القنيطرة جنوبي سوريا استهداف “إسرائيلي”.
أما في فلسطين المحتلة، فتزامنت زيارة عبد اللهيان، مع تطورات عدة شهدها مسار التصعيد هناك، فبينما بدأ وزير الخارجية الإيراني بجولته، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى فلسطين المحتلة، مؤكداً أن “أنا هنا ليس وزيراً لخارجية الولايات المتحدة فقط ولكن يهودياً فر جده من القتل”.
وأشار بلينكن إلى أن بلاده ستعمل لتلبية الاحتياجات الدفاعية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً “نقدم الذخائر لإعادة تمكين القبة الحديدة، وسنعزز وجودنا العسكري لدعم إسرائيل في مواجهة إرهاب حماس”.
ماذا حدث في جولة عبد اللهيان؟
التقى عبد اللهيان في جولته أبرز أعداء الكيان الإسرائيلي في الشرق الأوسط، إذ التقى في العراق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وأكد أن “مسؤولين في بعض الدول يتواصلون معنا ويسألون عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة؛ وقلنا لهم إن جوابنا الواضح فيما يتعلق بالاحتمالات المستقبلية هو أن كل شيء يعتمد تصرفات الكيان الصهيوني في غزة”، موضحاً أن “لا أحد في المنطقة يطلب منا الإذن بفتح جبهات جديدة”، مضيفاً وفي هذا اللقاء “ليس سراً أننا نواجه جرائم حرب يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ضد الشعب الفلسطيني”.
وبعد العراق وصل عبد اللهيان، إلى لبنان والتقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وأكد بيان لحزب الله أنه “تم استعراض الأحداث والتطورات الأخيرة في المنطقة، خصوصاً بعد عملية “طوفان الأقصى” والعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، كما جرى تقييم الأوضاع والمواقف الدولية والإقليمية والنتائج المحتملة، كذلك حدث التشاور في المسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع والمواقف الواجب اتخاذها اتجاه هذه الأحداث التاريخية والتطورات الخطيرة”.
وبعد السيد نصر الله التقى عبد اللهيان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في بيروت، وحذّر في اللقاء من “امتداد الأحداث الجارية في غزة إلى مناطق أخرى في المنطقة، إذا لم يوقف نتنياهو حربه المدمّرة ضد القطاع”، مشيراً إلى أن “ما فعلته حركة (حماس) كان رداً على سياسة نتنياهو وجرائم إسرائيل”، وفق بيان صادر عن الموقع الرسمي لميقاتي.
بدوره أكد ميقاتي أن “الولايات المتحدة تريد إعطاء إسرائيل فرصة لتدمير غزة، وهذا خطأ أمريكي فادح”، مضيفاً أنه “إذا أراد الأمريكيون منع تطور الحرب في المنطقة، فعليهم لجم إسرائيل”، مشيراً إلى أن “الدعم الأمريكي غير المحدود لجرائم إسرائيل المستمرة سيجعل الوضع أكثر سوءاً”.
وكانت سوريا هي المحطة الثالثة لوزير الخارجية الإيراني، والتقى في زيارته إلى دمشق الرئيس بشار الأسد، وبحث الجانبان التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة و”التصعيد الإسـرائيلي” بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وشدّدا على الوقوف مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفق ما نقلته “الرئاسة السورية”.
وأكد الرئيس الأسد، أن “الجـرائم والمجازر التي يرتكبها اليوم كيان الاحـتلال بحق الفلسطينيين هي محاولة منه للضغط على الشعب الفلسطيني للتنازل عن حقوقه المشروعة”، مؤكداً أن “الإنكار المستمر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش بكرامة وحرية هو السبب الرئيسي لما تشهده الأراضي الفلسطينية اليوم، وأنّ المنطقة لن تشهد الاستقرار إذا استمر الكيان الصهيوني والدول الغربية بهذا الإنكار ومحاولة طمس تلك الحقيقة التاريخية والإنسانية، وأنه يجب على الكيان الصـهيوني تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالانسحاب من الأراضي المحتلة”.
وأجرى عبد اللهيان، مؤتمراً صحافياً مع نظيره السوري فيصل المقداد، وشدد على أن “بيان جامعة الدول العربية كان محبطاً ولا يمثّل وجهة نظر جميع الدول الإسلامية”، مضيفاً أن “إيران والعراق وبعض الدول الأخرى تدعم إجراء اجتماع استثنائي لوزراء الدول الإسلامية ونأمل أن يتم إجراؤه فوراً في طهران أو عاصمة أخرى”.
بدوره أكد المقداد، أن القانون الدولي الإنساني سيشهد أنّ أكبر إهانة له كانت خلال الأسبوع الماضي من خلال ممارسات “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني” منوهاً إلى أن “إسرائيل تسعى إلى توسيع دائرة عدوانها لتشمل دولاً في المنطقة ونحمّلها مسؤولية ذلك”.
وأضاف المقداد “نتفق مع إيران على أنّ ما تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني جرائم ضد الإنسانية”.
ما الرسائل التي أرادت إيران إيصالها من جولة وزير خارجيتها؟
وجود وزير الخارجية الإيراني في هذه المناطق لا سيما الجنوب اللبناني حمل رسائل متعددة للكيان الإسرائيلي، وفي هذا الصدد، جاء في تحليل نشرته وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس 24” أن إيران تريد أن تقول للكيان الإسرائيلي: “نحن موجودون في هذه الجبهة”.
بدورها لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” في معرض حديثها عن هذه الجولة الإيرانية إلى أن “واشنطن تخشى أن تُفتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، في حال قرّر حزب الله التدخّل بشكل واسع في النزاع”.