أقدم مجهولون للمرة الأولى على حرق حافلة عسكرية تابعة لفصيل “جيش سوريا الحرة” المدعوم أميركياً قربَ مشفى الشام الطبي في “مخيم الركبان” الواقع قرب قاعدة “التنف” على الحدود السورية- الأردنية، في حادثة استثنائية في المنطقة.
ونقلت قناة “الميادين” عن مصادرها، إنّه “من المرجّح أنه يكون عوائل عدد من الشبان الذين اعتقلهم الفصيل في الأيام الفائتة، يقفون وراء حادثة الحرق، للتعبير عن احتجاجهم على ممارسات “جيش سوريا الحرة” ومحاولاته قمع معارضيه، المطالبين بإعادة تكليف القائد السابق للفصيل، مهند الطّلاع، لقيادة الفصيل مجدداً”.
ويأتي ذلك بعدما أفادت مصادر خاصة لـ”أثر برس” في 21 أيّار الفائت، بصدور قرار يقضي بإقالة محمد فريد القاسم قائد فصيل “جيش سوريا الحرّة” الذي عيّنته واشنطن في تشرين الأول 2022 بديلاً من مهند الطلّاع.
وأشارت المصادر حينها إلى أن “القاسم أُبلغ بالقرار شفهياً عقب اجتماع لقيادة “التحالف الدولي” عُقد في التنف في منتصف أيّار الفائت، مُرجحة صدوره رسمياً عقب ترتيبات ستتخذ بهذا الشأن، مبيّنةً أنّ “قرار الإقالة جاء على خلفية ملفات اختلاسات ماليّة يقف خلفها “القاسم” إلى جانب شكاوى أهالي مخيم الركبان في التنف من سوء المعاملة التي يلقونها، بالإضافة إلى الخلافات الحاصلة بينه وبين قادة كبار في الفصيل، وأبرزهم: ماهر درويش أبو عمار، ونضال عقيل، وأبو بشار الفاعوري، وعقدت سابقاً اجتماعات عدة من قبل التحالف لحلحلة هذه الخلافات من دون الوصول لأيّ نتيجة”.
وأكد نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة أوليغ إيغوروف، في وقت سابق، أن “هناك مسلحون ينتمون إلى جماعة مسلّحة غير شرعية تسيطر عليها الولايات المتحدة يحتجزون أكثر من 2000 لاجئ في مخيم الركبان ويستخدمونهم كدروع بشرية”، مشيراً إلى أن “اللاجئين في حاجة ماسة إلى الطعام والماء والرعاية الطبية، لكن لا يمكنهم مغادرة المخيم من دون “دفع إتاوات” للمسلحين تتجاوز مدخراتهم بكثير”.
وتنظر واشنطن إلى “التنف” التي أُنشئت عام 2016 بوصفها محطّة استراتيجية تهدف إلى الإشراف على المنطقة التي تصل بين سوريا والعراق، في وقتٍ تولي فيه الولايات المتحدة تولي القاعدة المذكورة اهتماماً متزايداً، إذ تحاول بوساطتها تعزيز مراقبتها للحدود، وقطْع سبل التواصل بين سوريا وحلفائها، بالإضافة إلى أن القوات التي تديرها فيها هي قوّات عربية بخلاف بقية القواعد التي تدير فيها واشنطن تشكيلات كردية من مِثل “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”.
وسبق أن أكدت معلومات حصل عليها “أثر برس”، أن “حراكاً مجتمعياً بين كبار السن ووجهاء العوائل التي تقطن “مخيم الركبان”، يعمل على الدفع بملف تفكيك المخيم، لكن هؤلاء يخشون من ردة فعل الفصائل المسلحة وعلى رأسها “جيش سوريا الحرة”، الذي يقوده المدعو “محمد القاسم”، الشخصية الأكثر قرباً من قيادات قاعدة التنف الأمريكية، والذي من الممكن أن يعمد إلى التضييق على دعاة تفكيك المخيم أو اعتقالهم في حال استمروا بتحشيد رأي السكان على ضرورة العودة لمناطقهم الأصلية”.
يشار إلى أن غالبية خيام مخيم “الركبان” تحولت لمنازل مبنية من الطين والخشب، وينحدر قاطنوه من ريف محافظة دير الزور ومدن البادية (القريتين والفرقلس وتدمر)، وتشكل هذا المخيم أساساً بعد منع الحكومة الأردنية دخول النازحين لأراضيها بين عامي 2015-2016.
أثر برس