خاص|| أثر برس يحمل مشروب العرقسوس الذي يزداد الطلب عليه في شهر رمضان، عدد من المخاطر الصحية لاسيما على مرضى القلب والضغط والسكري والكلى، وذلك وفق اختصاصي الأمراض الداخلية الدكتور مضر نيازي.
وقال د.نيازي في حديث لـ “أثر”: “خلال الأسبوع الأول من رمضان الحالي راجع عيادتي حالتين تعاني من مشاكل بسبب شربها العرقسوس، الأولى شاب بعمر 25 يعاني من تورم بالثدي والثانية رجل مسن يعاني من ارتفاع ضغط وصل إلى 20/10 درجات”، مضيفاً: “وفي كل عام يراجع العيادات والمشافي العديد من الحالات بسب شرب كميات من العرقسوس ويكون العلاج وفق كل حالة والأهم الامتناع التام عن شربه خاصة الحوامل ومريض القلب الذي يأخذ مميعات ومنظم ضربات القلب ومرضى القصور الكلوي ومرضى السكري والضغط”.
وأشار د.نيازي إلى وجود علاج دوائي إضافة إلى تعويض البوتاسيوم وفي بعض الحالات يحتاج المريض إلى مضادات اضطراب النظم والانعاش بالصدمة.
وأوضح د.نيازي لـ “أثر” أن شرب العرقسوس يناسب النساء أكثر من الرجال لوجود تركيب فيه يشبه هرمون الأستروجين لذلك نجد أنه يسبب تثدي وضعف جنسي لدى الذكور.
ولفت أيضاً إلى أنه مناسب لعلاج تكيّس المبيض وأعراض انقطاع الطمث فهو معوض أستروجيني جيد وفق أحدث الدراسات العلمية، متابعاً: “ولكن ينصح بشرب كأس واحدة باليوم للأصحاء لأن الإكثار منه يسبب احتباس الصوديوم والملح، كما أنه يتداخل مع أنزيمات الغدة الكظرية وأنزيمات الكبد لذلك يسبب الوفاة لدى المصابين بورم الغدة الكظرية ومرضى قصور القلب والكلية”.
وشدد على ضرورة وجود وعي صحي اتجاه بعض السلوكيات في الطعام والشراب التي تكثر خلال شعر رمضان، موضحاً أن العرقسوس يباع بشكل تجاري وغير صحي.
وقال د.نيازي لـ “أثر”: “بعض الدول قامت بتعديل جذور العرقسوس المسؤولة عن احتباس الصوديوم والملح وصنعت حلويات ومشروبات منه ومع ذلك لا تزال تحمل بعض المخاطر منها بلوغ مبكر لدى الإناث وتأخر بلوغ لدى الذكور”، مشدداً على ضرورة الابتعاد عنه ومراجعة المشفى أو الطبيب في حال الشعور بأي عارض خاصة ارتفاع الضغط وغير ذلك.
وأضاف: “رغم مخاطر العرقسوس، أثبتت الدراسات أنه مضاد أكسدة قوي واستخدمت عشبة العرقسوس التي عرفت منذ 3 آلاف سنة في الطب الصيني والعربي لعلاج لدغة الأفعى السامة واستخدمت بالطب الحديث كمستحضرات طبية بأدوية السعال ومعاجين الأسنان وغسولات جلدية ومضادات فيروسية مفيدة ويفيد في علاج انخفاض الضغط الشرياني وقدم الرياضي ومسكن للصداع وعلاج الإمساك والأورام السرطانية الكولونية وجميعها فوائد طبية معروفة بأبحاث علمية جعلت من تلك الجذور مادة طبية دوائية بامتياز لما تحتويه من مركبات دوائية هامة لكن يجب التعامل معها بحذر لدى مرضى القلب وقصور الكلية كما ذكرت سابقاً ولدى المصابين بداء كون والحوامل والرجال المسنين كونه يمتلك تأثيرات جانبية خطيرة أبرزها رفع الضغط الشرياني رفع الصوديوم وخفض البوتاسيوم، تورمات في الوجه والقدمين وتثدي وضعف جنسي عند الذكور، كما تشمل مخاطره اضطرابات نظم قلبية قد تكون خطيرة مع رجفان بطيني والإجهاض والولادة المبكرة ونقص تعلم لدى الأطفال لذلك لا ينصح أبداً أن يتناوله الأطفال”.
وختم اختصاصي الأمراض الداخلية الدكتور مضر نيازي كلامه لـ “أثر” قائلاً: “للعرقسوس تداخلات دوائية مع مضادات الاكتئاب ومضادات الالتهاب اللاستروئيدية”.