يشتهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه شخص غير رياضي، على عكس سلفه باراك أوباما، الذي كان مولعاً بكرة السلة، والكثير من الرؤساء والسياسيين حول العالم.
ترامب ليس رياضياً لا لعباً ولا متابعة، في الحقيقة هو يلعب أحياناً رياضة الغولف لكن ما يدعو للسخرية أن الأمر يقتصر على تنقّله بعربة الغولف على العشب الأخضر حيث لا يتوانى عن القول: “إن المشي سيجعلني أمضي وقتاً أطول في الملعب، ولا أريد أن أضيّع الوقت”.
أما على صعيد المتابعة، فيُلاحظ أن ترامب يغيب تماماً عن حضور المباريات في الملاعب على عكس أوباما، وتحديداً الألعاب الشعبية في الولايات المتحدة مثل كرة السلة وكرة القدم الأميركية “أن أف أل” و”البايسبول”.
لكن هنا الأمر لا يقتصر على أن الرياضة لا تستهوي ترامب بل في الحقيقة هو، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، منبوذ من الرياضيين الأميركيين.
فلنبدأ من الجديد، قبل يومين، حيث رفضت لاعبة المنتخب الأميركي المشارِك في مونديال السيدات لكرة القدم في فرنسا، ميغان رابينو، التي سجّلت هدفَي الفوز على إسبانيا في دور الـ 16، ترداد النشيد الأميركي أثناء عزفه قبل انطلاق المباراة اعتراضاً منها على سياسة ترامب.
رابينو كانت قد أكّدت قبلاً أنه في حال التتويج بلقب المونديال فإنها لن تزور البيت الأبيض واصفة ترامب بالعنصري.
ترامب سُئل عن تصرّف اللاعبة في مقابلة صحافية فاكتفى بالقول: “لا أعتقد أن هذا أمرٌ جيد”.
أن يلقى ترامب هذا الموقف من لاعبة معروفة في منتخب سيدات كرة القدم المتوَّج باللقب العالمي الأخير فهذا تأكيد للشعبية المتدنية للرئيس الأميركي في الرياضة الأميركية، وهذا ما يعكسه أيضاً رياضيون مشهورون آخرون لهم شعبيتهم وفي ألعاب تحظى بشعبية واسعة في الولايات المتحدة.
فلنأخذ مثلاً نجم الـ “أن بي آي”، ستيفن كوري، الذي رفض قبل عامين عند تتويجه باللقب مع فريقه غولدن ستايت وريرز زيارة البيت الأبيض للقاء ترامب، كما تدأب على ذلك الفرق الفائزة.
المضحك أن ترامب ردّ على موقف كوري بسحب دعوة الزيارة الموجّهة له!
نجم آخر ذائع الصيت في الـ “أن بي آي” وهو ليبرون جيمس، يُعدّ من أبرز المنتقدين لسياسة ترامب والمعارضين له بسبب تمييزه العنصري.
جيمس قال سابقاً في إحدى المقابلات التلفزيونية: “الولايات المتحدة تمرّ الآن بموقف صعب للغاية حيث اتّخذت قضية العنصرية منحىً أكثر سوءاً، أعتقد أن رئيسنا يحاول تقسيمنا، ما لاحظته في الأشهر الأخيرة هو أنه يلجأ للرياضة بطريقة ما لتفريقنا، وهذا أمر غير مفهوم بالنسبة لي”.
وأوضح جيمس أنه تواجد إلى جانب لاعب من العرق الأبيض للمرة الأولى بفضل الرياضة، وأضاف: “لا يمكنني السكوت”.
هذا ليس كل شيء، الانتقادات لترامب على خلفيته العنصرية امتدت إلى لاعبين أميركيين من أصول أفريقية في دوري كرة القدم “أن أف أل” رفضوا في المباريات ترداد النشيد الأميركي وعبّروا عن سخطهم عندما جثوا على ركبهم أثناء عزف النشيد، وهذا ما دفع ترامب إلى مطالبة مالكي الفرق بتغريمهم.
مقاطعة ترامب في البيت الأبيض شملت أيضاً لاعبين في البايسبول والهوكي على الجليد كما الحال مع حارس مرمى فريق واشنطن كابيتالز، برادن هولتبي، عام 2018 حيث قال حينها: “لن أذهب، سأبقى وفياً لقيَمي”.
هكذا، يجد ترامب نفسه منبوذاً من أشهر الرياضيين في الولايات المتحدة والذين لا يتوانون عن انتقاده والسخرية منه، صحيح أن ترامب لا تستهويه الرياضة، لكن الأصح أن الرياضة الأميركية تكره ترامب.