زادت أسعار تأجير القبور في العاصمة السورية دمشق وذلك بسبب اكتظاظ المقابر الموجودة، لتصل قيمة إيجار القبر سنوياً إلى سعر خيالي.
حيث أفاد تقرير نشره موقع “Syria Deeply”، بأن أسعار القبور في دمشق، قبل اندلاع الأزمة السورية، كانت تتراوح بين 200 و400 دولار، دون أي رسوم سنوية، وفي بعض الحالات كان بمقدور الأهالي الحصول على مدفن مجاني في ضواحي المدينة.
لكن بعد أكثر من 6 سنوات على الحرب، اكتظت جميع المقابر الموجودة في العاصمة، والبالغ عددها 33 بجثث الموتى، وارتفعت معها أسعار القبور ليصل إيجار قطعة أرض صغيرة لمدة سنة واحدة إلى 1000 دولار، كما هو الحال مع الشقق السكنية، بعقد يجدد سنوياً.
ونقل الموقع عن بعض سكان العاصمة: “إن الموظفين الحكوميين والعاملين في مقابر العاصمة يقومون بتأجير الأراضي المهجورة وغير المستخدمة، وبذلك تمكنت هذه الفئة من تحقيق مكاسب مالية كبيرة نتيجة للموت والكوارث البشرية”.
كما نقل التقرير شهادات بعض ممن تم استغلالهم في هذه المسألة، خاصة وأنهم لا يملكون أي وثائق رسمية تؤكد ملكيتهم للقبر، فاسم المدفون على حجر القبر هو حجتهم الوحيدة.
فيما تحدثت أحد سيدات دمشق للموقع المذكور، عن معاناتها قائلة إنها اضطرت لعقد اتفاق مع سائق يعمل فى مديرية دفن الموتى، لتوفير قبر مهجور لأختها التي توفيت بعد إصابتها بقذيفة هاون العام الماضي، إذ دفعت حوالي ألف دولار سنوياً لإيجار المدفن.
وأضافت أنها عندما عادت إلى المقبرة هذا العام لتجديد الدفعة السنوية، وجدت اسماً جديداً محفوراً على قبر شقيقتها، وأخبرها الرجل الذي استأجرت منه المقبرة، أن تأخرها لمدة 3 أيام في توريد الدفعة الجديدة، ترتب عليه دفن جثة أخرى في نفس القبر، واستبدال الاسم الموجود على القبر.
وختم السكان حديثهم لموقع “Syria Deeply” موضحين أن بعض مواقع الدفن متاحة للبيع، إلا أنها نادرة ومكلفة للغاية، وتباع في السوق السوداء لذلك لم يكن لدى الكثير من المقيمين خيار سوى استئجار مقابر مهجورة أو غير مستخدمة بعقد سنوي، ومن خلال دفع زيادات سنوية صغيرة.