خاص || أثر برس يجد فقراء العاصمة دمشق في “البسطات” ما يسد احتياجاتهم من بعض المواد بأسعار يعدها بعضهم طوق نجاته على الرغم من سوء الإنتاج.
يقول أحد باعة الألبسة الداخلية لـ “أثر برس”: “أبيع الألبسة بأسعار تتراوح بين 1000-3500 ليرة في حد أقصى، وما أبيعه من ملابس داخلية للنساء والرجال منخفض الجودة، لكن لهذه الأنواع من البضائع زبائنها الذين لا يملكون القدرة على شراء النوعيات الجيدة”.
يضيف البائع: “أبيع الملابس الداخلية الرجالية بـ2000 ليرة، على حين أن زيارة أي محل ألبسة داخلية ستفاجئ الزبون بسعر يتراوح بين 8-12 ألف ليرة”، كما أنه يعرض الملابس الداخلية النسائية بمبلغ 2500 ليرة سورية، ويقول: “ما أبيعه هنا يفي بغرض الفقراء؛ فحمّالة الصدر قد يصل سعرها إلى 60 ألفاً، وبعض الماركات تباع بـ100 ألف ليرة سورية”.
التجول في منطقة البرامكة، أو شارع الحلبوني، وصولاً إلى تحت جسر الرئيس، سيفاجئ الزبون بحذاء رياضي سعره 15 ألف ليرة، وبمتابعة عملية “المفاصلة”، بين الزبون والبائع قد تنتهي الصفقة بـ13 ألف ليرة فقط.
وفي حديثه لـ “أثر برس” يقول أحد زبائن مثل هذه البضائع واسمه حسام: “سأمر بإسكافي لأخيط محيط الحذاء وأجعله متيناً تحسباً لرداءة اللاصق المستخدم في تثبيت جسم الحذاء على نعله، سيصبح قابلاً للاستخدام لمدة لا تقل عن شهرين أو ثلاثة، بوقت ليس بمقدور ذوي الدخل المحدود أن يشتروا حذاء رياضياً بـ75 ألف ليرة في أقل تسعيرة للمحال المختصة، ومن المضحك أن ترى منشوراً ترويجياً في منصات مواقع التواصل لحذاء رياضي بـ900 ألف أحياناً، والمثير للاستغراب أكثر أن هناك زبائن لمثل هذه العروض”.
على البسطات يمكن للزبون أن يجد كل ما يريد من الألبسة والأحذية والأواني المنزلية، و”بابور الكحول”، والهدايا المتواضعة، والقرطاسية، وكلها بضائع ذات جودة تتناسب وأسعارها، وبحسب قول إحدى السيدات اللواتي يرتدن هذه البسطات: “الفقير بيهمه السترة وما بيهمه الجودة، كل مين يمد إجريه ع قد لحافه، ولحاف الفقير كل يوم بيقصر أكتر”.
نوعية البضائع من حيث الجودة والألوان تشير -بحسب “أبو مهند”، وهو صاحب بسطة لبيع الأواني البلاستيكية- إلى أن بعض المعامل والورشات تعد الفقراء شريحة مستهدفة من التصنيع، ولا يمكن وصفها بـ “البضاعة التجارية“، لأن كل ما يصنع هو بقصد التجارة سواء كان عالي الجودة أم منخفض، ويضيف: “هناك من يعد سوق الفقراء مساحة ستحقق له الربح لذا يقوم بطلب مواد أولية تتناسب وتصنيع المواد الرخيصة، الجودة من قبل الزبائن غير مطلوبة، وما يُعد جيداً لهم هو ما يمكنه المقاومة لمدة شهرين على الأقل، فلا أحد يبحث عن المواد التي تدوم طويلاً لأن سعرها أعلى”.