خاص || أثر برس لا تزال بؤر النار مشتعلة في ريف اللاذقية الشمالي لليوم الثالث على التوالي، رغم محاولان منظومة الإطفاء في اللاذقية وأفواج الإطفاء التي جاءت من محافظات أخرى للمؤازرة في عمليات إخماد الحرائق.
وقال مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا في تصريح ل”أثر” إن سائقي البلدوزرات والتركسات يفتحون خطوط النار ويشقون الطرقات الحراجية لتسهيل حركة الإطفائيات والعمال، ومنع اتساع رقعة النيران إلى مواقع جديدة.
وعزا دوبا السبب وراء صعوبة السيطرة على النيران إلى ارتفاع درجات الحرارة الشديد وسرعة الرياح ما أدى إلى انتشار النيران بسرعة كبيرة، خاصة أن النيران اشتعلت في مشقيتا وسط غابة صنوبرية ما أدى إلى انتشار النيران بسرعة كبيرة وصعوبة التعامل معها وتطويقها، خاصة أن اتجاه النيران كان باتجاه تجمعات سكنية.
وأكد دوبا أنه خلال الساعات العشرة الأولى من اندلاع حريق مشقيتا تم تقدير الوصع وتسخير كافة الامكانيات المتاحة في المحافظة، وإبلاغ وزارة الزراعة بصعوبة الوضع، وقد تم تطويق النيران من الجهة الجنوبية والغربية، وبعد ذلك اشتعلت النيران بشكل مفاجئ بفعل الرياح وانتقلت إلى قرية سولاس باتجاه حورة الماء، الأمر الذي أحدث تغييراً كبيراً في استراتيجية العمل بسبب فتح جبهة عمل جديدة أثرت سلباً على سير العمل.
وأضاف دوبا: حاولنا تطويق جبهة النيران، لكن الطبيعة الجغرافية للمنطقة والكثافة النباتية والظروف الجوية وسرعة النيران مدفوعة باشتداد الرياح، أدت إلى عدم التمكن من السيطرة على الحريق رغم الجهود الكبيرة المبذولة.
وبحسب دوبا، شدة سرعة الرياح اليوم، ساهم بامتداد النيران وخروجها عن السيطرة ووصولها إلى جبل بيت زيفا وجبل بيت عوان وقرية التفاحية، مبيناً أنه مع حلول المساء تراجعت شدة الرياح وبات من الممكن السيطرة على النيران، وتم وضع خطة عمل عبر البلدوزرات وسيارات الإطفاء للقيام بتطويق المواقع التي انتشرت فيها النيران.
ولفت دوبا إلى أهمية المؤازرة من فرق الإطفاء التي جاءت من جميع المحافظات والتي ساهمت باخماد النيران في بؤر عدة، مشيراً إلى أن عدد الآليات جيد لكن طبيعة المنطقة الجبلية يحول دون استثمار جميع الامكانيات المتاحة، فالطرق الجبلية لا يمكن دخولها سوى عبر آليات الدفع الرباعي، فيما تستثمر آليات الإطفاء الأخرى على الطرقات الاساسية، ما يجعلنا غير قادرين على استثمارها في المواقع الأكثر حاجة.
وأكد حرص عناصر منظومة الإطفاء منذ بداية اندلاع الحرائق على حماية الأهالي، حيث تم التوجه إلى القرى، خاصة قرية الزهراء التي امتدت إليها النيران لذلك تم تنفيذ عمليات الإخلاء احترازياً خوفاً من امتداد التيران باتجاه البيوت، مبيناً أنه لليوم الثالث على التوالي لم تسجل أي خسائر بشرية.
وعن الوضع في بلدة ربيعة، بين دوبا صعوبة العمل فيها وعدم التدخل الكامل بسبب استهداف الفصائل المسلحة، مبيناً أن التعامل يتم بشكل حذر، مؤكداً أن بقية الحرائق تحت السيطرة، باستثناء حريق دير حنا التابع لقرية السكرية.
وأشار دوبا إلى وجود عدد كبير من الألغام التي تنفجر أثناء محاولة عناصر الإطفاء تطويق النيران وإخمادها، لافتاً إلى حدوث إصابات طفيفة.
بدوره، بيّن مدير الدفاع المدني في اللاذقية العميد جلال داؤود ل”أثر” أن الألغام المزروعة في المناطق ذات التماس المباشر والتي انفجر عدد منها بسبب الحرائق، أثرت بشكل كبير في ازدياد بؤر النيران.
وأكد داؤود أنه وبالرغم من وجود الألغام والعبوات المزروعة من قبل الفصائل المسلحة في مناطق متفرقة، لم تتوقف فرق الاطفاء عن عملها في مكافحة النيران مع التحرك بحذر شديد لتفادي الانفجارات الناتجة عن تلك العبوات نتيجة اندلاع النيران في المنطقة.
باسل يوسف – اللاذقية