مع دخول الحرب السورية عامها الحادي عشر، دعمت روسيا الحكومة السورية منذ عام 2015، بينما قدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي والعسكري لمختلف الجماعات التي تقاتل الجيش السوري منذ عام 2013، وكان المعلقون يصفون هذا الصراع بأنه حرب بالوكالة منذ سنوات، بحجة أن كلا البلدين يتنافسان للسيطرة على الشرق الأوسط.
المقال نشره موقع “ناشونال إنترست” وترجمه “أثر برس”
شكّلت المصالح الأمريكية والروسية صراعاً بين الطرفين على الأراضي السورية، وتعتبر الحرب السورية واحدة من أكثر الصراعات تعقيداً وأهمية في القرن الحادي والعشرين والتي لا يمكن تفسيرها بدقة في بضع صفحات فقط.
منذ عقد من الزمان، غرقت سوريا في حربٍ دموية شاركت فيها بشكل مباشر أو غير مباشر العديد من القوى العالمية، إنها حرب معقدة للغاية خصوصاً بعد المشاركة الأمريكية والروسية فيها.
في الوقت الذي تدخلت فيه الولايات المتحدة وروسيا، كان الصراع قد تطور بالفعل إلى صراع رباعي الأطراف، الجيش السوري من جهة والمسلحون والأكراد وتنظيم “داعش”.
في غضون ذلك، كانت التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا تحتدم نتيجة للأزمة الأوكرانية، وكانت سوريا المكان المثالي لتندلع التوترات في شكل حرب بالوكالة.
الحرب بالوكالة هي عندما تقاتل دولتان متنافستان بعضهما البعض بشكل غير مباشر من خلال تقديم الدعم للفصائل المتعارضة في حرب، وعندما يحدث ذلك تكون الدول الكبرى تمتلك مصالح استعمارية.
كانت هناك العديد من الحروب بالوكالة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة بما في ذلك أزمة الكونغو والحرب الكورية وحرب فيتنام والحرب الأهلية الكمبودية والحرب الأهلية الأنغولية.
إذا كانت الحرب السورية حرباً بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، فهي مجرد أحدث حلقة في سلسلة طويلة من مثل هذه الحروب.
وبعد عقد من النزاع الدموي، لا تزال الحرب السورية بلا نهاية تلوح في الأفق، لقد اجتذب تعقيد الحرب والأهمية الاستراتيجية لسوريا نفوذ الولايات المتحدة وروسيا، ولن تنتهي الحرب السورية في أي وقت قريب، وستكون واحدة من أكثر الصراعات دموية ووحشية في القرن الواحد والعشرين بعد أن أصبحت حرباً بالوكالة بين الأمريكيين والروس.