خاص || أثر برس تفتقد أسواق طرطوس هذا العام لبهجة أسبوع العيد، فالمحال شبه خاوية من الزبائن التي كانت تغص بهم، وواجهات المحال التي كان المرء يجد صعوبة في مشاهدة ما عرض عليها للازدحام أمامها باتت “تصفّر” إلا من فتاة أو سيدة تمسك بيد طفلها وبرفقتها زوجها يتفحصون الواجهات ومن ثم يسيرون وهم يشكون غلاء الأسعار التي ودّعت إمكانيات ذوي الدخل المحدود.
في جولة لمراسل “أثر” على بعض أسواق طرطوس، كانت الحركة خفيفة، والمواطنون حمّلوا ارتفاع الأسعار إلى جشع التجار من جهة، وعدم قيام عناصر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بواجبهم على أكمل وجه بمراقبة الأسواق من جهة ثانية.
وتقول رانيا (طالبة جامعية) لـ”أثر”: “أسعار الملابس خيالية ولم تعد مناسبة للشريحة المتوسطة في المجتمع”، مدللة بأن سعر بلوزة عادية ٤٩ ألف ليرة، يعني أنها تساوي راتب موظف تقريباً، فيما أشار أمجد (موظف) إلى أن لديه طفلين لا يستطيع أن يشتري ملابس لكليهما للعيد لأن أسعار ملابس الأطفال نار كاوية، مضيفاً: سأكتفي هذا العيد بشراء قميصين لهما، وفي عيد الأضحى أشتري لهما البنطلون.
بدورها قالت أم نادر (ربة منزل): لدي 4 أولاد، لم أترك سوق شعبي وغير شعبي إلا وتجولت فيه بحثاً عن الأسعار الأرخص إلا أن الأسعار كلها مرتفعة، مضيفة: المشكلة أن العيد تزامن مع قدوم الصيف.
من جهته، يقول صاحب أحد محال الألبسة: دائماً المواطن يتهمنا أننا وراء ارتفاع الأسعار، لكن ينسى أو يتجاهل أن هناك تاجر جملة أو صاحب معمل هو من يزودنا بالبضاعة وهو من يسعّر القطعة التي نقوم بشرائها، مشيراً إلى أن البائع حلقة وساطة وربحه، على حد تعبيره، بسيط ومن حقه أن يربح لأنه هو الآخر يدفع إيجار محل ورواتب عمال ويجب ألا تكون تجارته خاسرة.
أمام ارتفاع أسعار الألبسة والأحذية وإعراض شريحة واسعة من المواطنين عن شرائها، تبقى البالة الملاذ الوحيد للكثير من المواطنين لشراء احتياجاتهم من الملابس بالسعر المناسب لمدخراتهم القليلة مقارنة بالملابس الجديدة والتي بات لهيب أسعارها ناراً تكوي جيوب الناس، وخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وتقول ندى (موظفة): أشتري ثيابي دائماً من البالة، فعدا عن أن سعرها أقل من السوق بشيء بسيط، فالثياب الموجودة هنا مميزة ونوعيتها ممتازة وليست كما هي حال الملابس الجديدة التي بعد ثاني غسلة يتغير لونها وتصبح قديمة.
بدورها، قالت أم يونس (ربة منزل): لم تعد الأسعار في البالة تختلف عن أسعار السوق، فالغلاء ضرب أيضاً الأسعار هنا أيضاً فهل يعقل أن سعر بلوزة من البالة ١٢ ألف، والجزدان ٣٥ ألف، مضيفة: جشع التاجر سواء في أسواق الجديد أو البالة لم يترك للمعترين مجالاً ليلبسوا أو ليشعروا بفرحة العيد.
صفاء علي – طرطوس