يعتبر هذا العدوان “الإسرائيلي” الذي استهدف فجر أمس الثلاثاء ميناء اللاذقية، الأول من نوعه منذ اللقاء الذي جرى بين رئيس الحكومة الإسرائيلية “نفتالي بينيت” والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو والذي شهد درجة عالية من الودية بين الجانبين، حيث تم الكشف بعده عن التوصل للمزيد من التوافق الروسي-الإسرائيلي بخصوص الملف السوري.
وحول حساسية الاستهداف “الإسرائيلي” نقلت “هآرتس” عن مصدر مطلع على عمليات الميناء قوله: “إن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل المنشأة الواقعة على الساحل السوري على البحر المتوسط، فاللاذقية الميناء التجاري الرئيسي في سوريا”، وكذلك صحيفة “تايمز” أشارت إلى أن هذا الاستهداف يعتبر نادراً قياساً بالاستهدافات “الإسرائيلية” التي تستهدف سوريا عادة.
فيما لفتت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن هذا الهجوم “الإسرائيلي” كان غير منتظم إلى حد كبير على ميناء اللاذقية، مشيرة إلى أنه يعتبر: “مرفق حيوي ويصل من خلاله الكثير من واردات سوريا إلى البلد الذي مزّقته الحرب”.
وأضافت الصحيفة أنه: “على الرغم من قيام إسرائيل بغارات منتظمة على أهداف في سوريا، إلا أنها نادراً ما تضرب بالقرب من اللاذقية، خصوصاً عن داخل المحطة، حيث يحتفظ الجيش الروسي بقاعدة عمليات قريبة،ونظراً لعلاقتها الدقيقة مع موسكو، تمتنع إسرائيل عادةً عن تنفيذ هجمات ضد أهداف إذا كانت هناك قوات روسية قريبة وتبعد 20 كيلومتر من القاعدة الجوية الروسية في حميميم”.
وهذه النوعية من الغارات “الإسرائيلية” هي الأولى من نوعها منذ أن تم الإعلان عن التوصل لاتفاقات روسية – إسرائيلية جديدة بخصوص الملف السوري، حيث سبق أن نقلت حينها صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر سياسية “إسرائيلية” تأكيدها على التوصل إلى تفاهمات واتفاقيات مستقبلية جديدة للمزيد من التعاون العسكري بين روسيا و”إسرائيل” في سوريا.
وأفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية حينها بأن: “إسرائيل تتعامل مع روسيا، بصفتها القوة الرئيسية في الحرب السورية، وترى فيها الجهة التي يجب على إسرائيل التواصل معها عندما تريد تنفيذ ضربات في سوريا”، مؤكّدة أن: “إسرائيل وروسيا تستخدمان آلية تفادي التضارب لتجنّب حوادث غير مرغوب فيها، وموسكو سمحت لتل أبيب بحرية التصرّف في الأجواء السورية، طالما أنها لا تعرّض قواتها للخطر”.
يشار إلى أن قناة “كان” العبرية لفتت إلى أن هذا هو الهجوم الـ10 المنسوب لـ”إسرائيل” في سوريا خلال شهر ونصف، والأول ضد أهداف في الميناء نفسه.