أثر برس

السيد يدافع عن خياره.. محلل أداء المنتخب السوري أدمن صفحة فيسبوكية أردنية

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

تفاعلت قضية محلل الأداء الأردني الذي تم تعيينه مع المنتخب السوري الأول بكرة القدم بعدما تبين أنه يدير إحدى الصفحات الإلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي ولا يحمل من الشهادات التي تخوله القيام بهذا العمل سوى شهادات لا نعلم مدى صحتها، ولكنها شهادات يجرى منحها عن طريق الإنترنت دون الخضوع لدورات واختبارات نظرية وعملية.

ويبدو أن بعض المهام مع المنتخبات الوطنية تمنح للمقربين ولا يهم إن امتلك صاحبها الشهادات التي تؤهله لذلك أو خضع لدورات خاصة لهذه الأعمال، لذلك أصبحنا نشاهد الإعلامي إداري منتخب والمصور محلل أداء والمدرب معد بدني، ووصل الأمر لمسؤولي التجهيزات فهذا مقرب من فلان والآخر من علان.

ولا يعطي اتحاد الكرة لمهمة محلل الأداء أي أهمية، لذلك يترك أمرها للمدرب أو من له مصلحة بتعيين مقرب منه، ولذلك حضر لها أشخاص لا يفهمون “ألف باء” التحليل فيها، كما هو الحال مع المحللين الذين نشاهدهم على شاشاتنا المحلية الذين نشعر لوهلة أنهم يحللون مباراة بين ريال مدريد وبرشلونة من كثرة ما يتكلمون ويشرحون مع أن اللاعبين بالكاد لعبوا ثلاثة تمريرات صحيحة وعشرة دقائق لعب في كل شوط.

يعتمد المدربون في الدوريات الأوروبية على جيش من محللي الأداء ووحده مدرب ليفربول يورغن كلوب لديه عشرة محللي أداء يراقبون الشاردة والواردة في المباراة ويحسبون بأدق التفاصيل أداء كل من في أرض الملعب وينقلون ذلك للمحلل الرئيسي، الذي يتواصل مع مساعد المدرب الذي يقوم بدوره بإيصال المطلوب للمدرب وهؤلاء جميعاً ليس لهم واسطات في إدارة ليفربول وخضعوا لدورات نظرية وعملية طويلة حتى وصلوا إلى ما هم عليه، عكس ما يجري عندنا إذ يكفي أن يعرف الشخص (تقطيع الفيديو) طبعاً بالإضافة للواسطة حتى يجد نفسه في المنتخب.

اتحاد الكرة يرد:

بعد تفاعل قضية محلل الأداء الأردني والانتقادات التي طالت اتحاد الكرة بسببها واعتبر الكثير من الجمهور والكوادر أن وجوده خاطئ ولا يليق بمنتخب يمثل بلداً، قال رئيس اتحاد الكرة صلاح رمضان لموقع “أثر” إن قرار تعيين الأردني سعيد الضمور عائد للمدرب وهو من يتحمل مسؤولية ذلك، ولا يجب أن يتدخل أحد بعمل المدرب.

أما المنسق الإعلامي للمنتخب فقد انبرى مدافعاً عن تعيين الضمور وقال على صفحته الشخصية حرفياً ننشرها (نسخ لصق)، وكلامه يعتبر كلام مسؤول لأنه في موقع مسؤول بالمنتخب وعليه توضيح الأمور، وقد فعل وكنا نتمنى نشر وثائق تؤكد كلامه:
(قمت بالبحث المعمق عن المسيرة المهنية للسيد سيف وتبين لي ما يلي:
• حاصل على شهادة جامعية بتخصص نظم المعلومات الإدارية.
• حاصل على شهادات من المعهد البريطاني (Professional Football Scouts Association) التابع لمنظمة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم:
– شهادة تحليل أداء في كرة القدم.
– شهادة متقدمة في اكتشاف المواهب في كرة القدم.
• عمل مع نادي الفيصلي الأردني في الدوري الأردني وبطولة الدرع وكأس الاتحاد الآسيوي كمحلل أداء وإحصائي.
رابط صفحة السيد يوسف الضمور التي تحتوي على جزء من الأعمال التي قام بها مع النادي الفيصلي في التحليل والإحصاء في التعليقات.
وفي الختام هل يمكن لعاقل أن يصدق بأن الكابتن حسام السيد سيجلب معه شخصاً (تنفيعة) ليكون في كادر المنتخب الوطني؟.

السيد يدافع عن خياره:

مدرب منتخبنا الوطني الجديد حسام السيد دافع عن خياره بمحلل الأداء قائلاً بأنه لا يضيف أي شخص للعمل مع المنتخب لا فائدة منه، والشخص المعني أي الضمور هو إحصائي وتقني حائز على بكالوريوس أنظمة معلوماتية وإدارية وقد استعان به عندما كان في النادي الفيصلي ليقوم بإجراء تحليل وإحصاء عن لاعبي فريقه، كما استعان به المدرب أحمد أبو دان مدرب الحراس الحالي مع نادي أهلي حلب لتقييم الحراس.

وذكر أن الضمور عمل عام 2019 مع مدرب الفيصلي وسيم بذور الذي يدرب حالياً شباب الأردن، وسيقوم بنشر الإحصاء والتحليل الذي سيقوم به على صفحة الاتحاد السوري الرسمية وعندها سنحكم عليه إن كان يستحق الوجود أم لا.

رأي فني من أصحاب الاختصاص:

المهندس حسين كامل محلل أداء من سوريا خضع لدورات تدريبية علمية ونظرية في إسبانيا مدتها 9 أشهر قال حول هذا الموضوع:

“يعد تحليل الأداء أمراً حيوياً في عالم كرة القدم، على المستوى الفردي أو الفريق لتحسين الأداء في كرة القدم في اللعبة، وهو اليوم أحد أهم عناصر الكادر الفني”.

المهندس حسين كامل

المهندس حسين كامل

وينقسم تحليل الأداء إلى قسمين، تحليل أداء ذاتي (Subjictive Analysis) وهو يعتمد على خبرة المحلل في قراءة تفاصيل المباراة من خلال الكشف عن مزايا وأخطاء الفريق والمنافس عبر المراقبة لأحداث المباراة،

والنوع الثاني وهو تحليل الأداء الموضوعي (Objective Analysis) وفيه يعتمد المحلل على الإحصائيات والأرقام للوصول إلى تحليل دقيق لكل تفاصيل المباراة، واليوم هو العلم الأكثر رواجاً في عالم تحليل الأداء

وتحليل الأداء الموضوعي هو فن حسن الخيار للمعلومات المهمة وكيفية استخدامها في سبيل تحسين جودة الأداء، وهو البحث عن أخطاء في الأداء ونقاط الضعف للفريق، واقتراحات تحسين الجودة، وهو فن استخدام العديد من الأدوات لاستكشاف نقاط قوة وضعف الخصم، والمساعدة في اختيار الأسلوب الأمثل للمنافسة، من خلال استخدام أنظمة تحليل لجمع البيانات عن عدة جوانب: (الأداء، العوامل الفنية، السلوكية، التكتيكية).

على الرغم من أن تحليل المباريات ليس جديداً على الرياضة، من خلال التطور في التكنولوجيا وإدخال علم الرياضة إلى كرة القدم يمكن استخدامه بعدة طرق مختارة، وأصبح من الضروري أن نكون على دراية بهذه التطورات لضمان أننا قادرون على تحليل الأداء بطريقة معاصرة لتحسين الفرد والمجموعة.

من أجل القيام بذلك، واستخدام تحليل الأداء بنجاح، من الضروري أن يكون لديك استراتيجية واضحة تشمل ما ترغب في تحليله، وكيف تقوم بتنفيذ العملية والأهم من ذلك كيف يمكن ترجمة هذه المعلومات وتطبيقها لتطوير الأداء، وأصبحت المعلومات المكتسبة من تحليل الأداء مصدراً أساسياً لجدولة الخطط الموسمية للفرق.

ينضوي تحليل الأداء على المجالات التالية:
1- التحليل التكتيكي، والقدرات التقنية واللياقة البدنية للفريق المنافس.
2- كيفية تقديم ملاحظات موضوعية للاعبين.
3- كيفية تطوير أساليب التدريب.
4- تحليل النتائج ومطابقة المعلومات الواردة من مصادرعدة (التكنولوجيا، فيديو المباراة أو التمرين، وتوليد تقارير إحصائية معاصرة للجهاز الفني).
تمنح العديد من المعاهد في العالم شهادات لتحليل الأداء، منها التجاري ومنها الأكاديمي، والحد الأدنى المقبول للدراسة هو بين أربعة وتسعة أشهر، يجب الإحاطة من خلال تلك الفترة بكل ما يجب أن يقوم به محلل الأداء من تحليل أداء الفريق، الفريق المنافس، بالإضافة لتحليل تدريبات الفريق.

تعقيب:

يبدو أن قضية الضمور أصبحت من أهم القضايا العالقة في كرتنا لدرجة أن الجميع تناسى النتائج السلبية لمنتخب الناشئين المشارك في كأس العرب وموضوع الشهادات التدريبية لكادر منتخب الرجال، حيث لا يحمل المدرب ومساعده الشهادة التي تخولهم لتدريب منتخب وهي شهادة (برو) وقد تسبب مشكلة لمنتخبنا في مشاركاته الرسمية أو حتى الودية التي تلعب في أيام الفيفا، وسيضطر الاتحاد لتسجيل المعد البدني الكويتي طارق البناي الذي يحمل هذه الشهادة مدرباً للمنتخب أثناء المباريات ولا نعرف لماذا أوقع الاتحاد نفسه بهذه المطبات.

بصراحة منذ انتخاب الاتحاد الجديد بدأت المشاكل مع الأندية والجمهور الذي كان يمني النفس باتحاد قادر على إحداث نقلة نوعية للكرة السورية، ولكن للأسف لا يبدو أن هناك شيئاً مشجعاً ولا آمال تلوح بالأفق، ويبدو أن الوضع سيبقى على ما هو عليه لحين حدوث معجزة ما قد لا تحدث.

محسن عمران

اقرأ أيضاً