ساعة تلو الأخرى، تسعى القوات السورية إلى تعزيز مواقعها على خطوط الاشتباك في درعا باتجاه المناطق الحدودية مع الأردن، تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد التنظيمات المسلحة، ولاسيما تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”.
وجهة المعارك تحدد الهدف
حسب مصدر ميداني، تهدف العملية المزمع إطلاقها من قبل القوات السورية إلى استعادة الريف الجنوبي والريف الجنوبي الغربي لدرعا، واللذان يقعان بأغلبيتهم تحت سيطرة “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش” من جهة، وفصائل تابعة لـ “جبهة النصرة” من جهة أخرى.
هدف العملية لا يقتصر على ذلك فحسب، إذ أن المعلومات الواردة ترجّح أن تكون العملية شاملة ضد كافة التنظيمات المقاتلة في ريف درعا، المتطرفة منها كـ “داعش، والنصرة”، وغيرها من التنظيمات التابعة بشكل رئيسي لـ “غرفة الموك”.
في ضوء ذلك، أعلنت كافة الفصائل المذكورة النفير العام، استعداداً لمواجهة القوات السورية، إلّا أن حالة الاقتتال الداخلي بين الفصائل وعمليات التصفية والاغتيالات التي يعمدوا إليها فيما بينهم، تضعهم بشكل أو بآخر على المحك أمام ما ينتظرهم في الأيام القليلة المقبلة.
تمهيد صاروخي يسبق الاقتحام
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها لحشود عسكرية تابعة للقوات السورية متوجهة إلى درعا، بينها كتائب مدرعة بأكملها، إضافة إلى الوسائط النارية الكاملة.
في الوقت ذاته، انتشرت صوراً أخرى تُظهر عربات تحمل صواريخ متوسطة المدى، من طراز “جولان 400 وبركان”، الذان يستخدمان عادة في التمهيد الناري الذي يسبق مرحلة الاقتحام، فضلاً عن أنهما يصيبان بدقة التحصينات الإسمنتية والدشم الترابية والأنفاق قليلة العمق.
من الجنوب نحو التنف.. كيف؟
لاشك أن التنظيمات المسلحة بكافة أشكالها تعلم مدى أهمية المعركة المزمع إطلاقها في درعا، ولاسيما أنها ستكون بمثابة ضربة موجعة للفصائل المنضوية ضمن غرفة الموك.
أيضاً، تخشى الفصائل المدعومة من الموك من تقدم القوات السورية في ريف درعا الجنوبي، لأن هذا التقدم سينتهي بتأمين الحدود مع الأردن، الأمر الذي يفتح الطريق باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق، وبذلك تخسر الفصائل مساحات ومناطق استراتيجية كادت تقلب معادلة الميدان رأساً على عقب.
لطالما شكّل الجنوب السوري هاجساً بالنسبة لكافة القوى الإقليمية، ولاسيما أنه يحمل طابع استراتيجي لا يستهان به، إذ يعد بوابة الأراضي السورية بالنسبة لإسرائيل وأذرعها في المنطقة، فضلاً عن أن اختلاف أشكال الفصائل المقاتلة فيه والتي تتفاوت في مصادر دعمها، تضعه في دائرة “الصراع” الدولي.