فرضت قوات الشرطة التابعة لما تسمى بـ “الإدارة الذاتية” شرق الفرات أمس، طوقاً أمنياً شاملاً على “المربع الأمني” وسط مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، وشددت ميلشيات “قسد” الحصار على أحياء وسط مدينة الحسكة مانعة المدنيين من التنقل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة الجيش السوري، بعد أن كان مسموحاً لهم التنقل سيراً على الأقدام منذ بدء حصارها لأحياء في الحسكة والقامشلي.
وبالتزامن مع دخول حصار مدينتي الحسكة والقامشلي أسبوعه الثالث، فرقت ميلشيات “قسد” يوم أمس الأربعاء، عبر إطلاق الرصاص، تظاهرة احتجاجية وسط مدينة الحسكة، في تصعيد جديد.
وأفادت قناة “روسيا اليوم” أنه لا خسائر بشرية أو إصابات سُجلت جراء تفريق التظاهرة، التي جاءت تلبية لدعوات للاحتجاج على حصار مستمر منذ نحو أسبوعين، تفرضه “قسد” على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في المدينة، وشملت الدعوات مدينة القامشلي.
وحاول المحتجون كسر الحصار على المربع الأمني في المدينة، وسط هتافات منددة بـ “قسد” التي تمنع دخول المواد الغذائية والتموينية إلى مركز المدينة منذ بدء الحصار.
ونشرت صفحة المكتب الصحفي في محافظة الحسكة تسجيلاً مصوراً للتظاهرة في شارع فلسطين في المدينة، ويظهر في التسجيل عدد من المحتجين يهتفون لسوريا وللرئيس الأسد.
إلى ذلك أوضح محافظ الحسكة غسان خليل، أنه وبعد تنفيذ المدنيين مظاهراتهم، توجهوا باتجاه الحواجز التي فرضت الحصار الكبير عليهم، حيث بدأت “قسد” بإطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين الذين بادلوها بالصمود، وعمدوا إلى انتزاع بعض الأسلحة التي كانت بيد عناصر قسد.
ووصف خليل بحديث مع صحيفة “الوطن” مطالب قسد لفك الحصار بالتعجيزية وغير المحقة، وهي مرتبطة بمناطق أخرى في محافظة أخرى، وشدد على أن الدولة تتعامل مع جميع المواطنين في كل المحافظات على أنهم سوريون، ولا تفرق بين منطقة وأخرى، وأضاف: “حتى في محافظة الحسكة ورغم كل هذه الظروف، وكل ممارسات ميليشيات قسد، تقدم المحافظة الطحين يومياً لجميع المواطنين وعلى كامل جغرافيا المحافظة، والموظفون يحصلون على رواتبهم من الدولة السورية، وحتى أبناء هذه الميليشيات يتعلمون في مدارس الدولة السورية، ويسعون بكل ما لديهم من وسائل للحصول على الشهادة السورية، إن كان داخل الحسكة أو في باقي المحافظات”.
دعوات لتأجيج الاحتجاجات:
وفي الوقت الذي لم تعلّق فيه “قسد” أو وسائل إعلام قريبة منها حتى الآن على ما جرى يوم أمس، قالت صحيفة “الشرق الأوسط” إنه من المرتقب أن تشهد مدينتا القامشلي والحسكة، اعتصاماً مفتوحاً ضمن منطقة المربع الأمني لمدينتي القامشلي والحسكة، و “ذلك استنكاراً وتنديداً بالحصار الخانق الذي تفرضه قوى الأمن الداخلي (أسايش) على مناطق نفوذ الدولة بمدينتي الحسكة والقامشلي، وسط تخوف شعبي من اضطرار الجيش للانسحاب من مناطق وجوده في المدينتين”.
الإعلام الروسي لا يستبعد الانجرار إلى مواجهة
رأت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، أن الولايات المتحدة تحرّض “قسد” في شمال شرقي سوريا ضد الحكومة السورية، مرجحة وقوع اشتباكات بمدينة القامشلي بين القوات الروسية العاملة في المنطقة و”قسد”.
ورأت الصحيفة أن النشاط العسكري لـ “قسد”، كما يتضح من الأحداث الجارية في القامشلي، يمكن أن يؤدي إلى “حرب حقيقية” بين التشكيلات الكردية والجيش السوري، على حد تعبير الصحيفة.
واعتبرت أنه “من غير المستبعد أن تنجر روسيا من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، إلى هذا الصراع”.