خاص || أثر برس تتفرد حماة بصناعة حلوى تسمى (حلاوة المحيا) منذ سنوات طويلة، حيث يبدأ أهالي المحافظة بصناعتها وعرضها منذ أول يوم من شهر شعبان كل عام، ويزداد عرضها تدريجياً حتى أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شعبان.
أبو سعيد الروادي (70 عاماً) أحد أصحاب محلات صناعة الحلويات ومنها المحيا ذكر لـ”أثر برس” أنها صناعة قديمة للغاية، لدرجة أنه يتذكر أباه كيف كان يصنعها بطريقة يدوية ويبيعها على عربة متنقلة.
الروادي قال إن حلاوة المحيا تتألف من طحين وسكر وسمن نباتي أو حيواني ويضاف إليها حسب الرغبة ماء الزهر أو ماء الورد، توضع بفرن ذي حرارة معينة لتخرج وتوضع فترة في الهواء الطلق، بعدها يتم تقطيعها على شكل مثلثات بلونيها الأبيض والأحمر، ويتم صنع بعضها سادة أو محشية بالراحة وتسمى باشمينا أو يتم تزيينها بالفستق الحلبي المقشور.
عادات مرتبطة:
يروي أبو أيمن (72 عاماً) أن حلاوة المحيا في حماة ارتبطت ومازالت بصلة الرحم، حيث يزور الأب بناته المتزوجات ويبارك لهن شعبان مع تلك الحلوى، وفي حال غياب الأب يتولى الأخ الأكبر هذه الزيارة.
ويضيف أبو أيمن أن حلاوة المحيا تهدى من شخص بينه وبين آخر خلاف، في سبيل الإصلاح والاعتذار، أيضاُ تهدى من الخاطب حينما يزور خطيبته في شهر شعبان ويعتقد البعض أن خطبتهن في هذا الشهر فأل خير ومستقبل جميل، كونه شهر له خاصية دينية.
– تاريخ المحيا:
ليس هناك عام معين بدأت به صناعة المحيا، حسبما تحدث به الباحث التاريخي مجد حجازي لـ”أثر” لافتاً إلى أن “العائلات في العهد الأيوبي كانت تحتفل بليلة النصف من شعبان، وكان الملك المظفر محمود محباً للحلويات ويقيم الولائم للفقراء، حيث أمر بصناعة حلوة جديدة تعبيراً عن أواصر المحبة وصلة الرحم بين الناس، ومن بين كل الأنواع المقدمة للملك أعجب بشكل هندسي لحلويات المحيا”، مضيفاً أن الشكل الهندسي للمحيا نفسه نجده في زخارف الأبنية كجامع أبي الفداء وهذا الشكل استخدم بشكل واسع في زخارف تلك الفترة، مستمراً لفترات لاحقة.
أصل التسمية:
أما تسميتها بـ”المحيا” فيتحدث حجازي عن أنه يرتبط بما في ذهن أهالي حماة من أنها تهدى لإحياء العلاقات الأسرية بين الجميع، لاسيما في ليلة (النصف من شعبان والتي ورد فضل الأعمال الصالحة فيها)، كما أن البعض يقول أنه يرتبط بالحياة.
وتتراوح أسعار حلاوة المحيا في حماة بين 30 – 50 ألف للكيلو الواحد، بحسب نوعية الطحين والسمن والمكسرات التي تزيّن بها، وبسبب أسعارها المرتفعة توقف العديد عن شرائها من الطبقة الشعبية الواسعة أو أمسوا يشترون كمية قليلة تباع على البسطات بنوعيات لا تقارن إطلاقاً بالمحال الشهيرة بصنعها.
أيمن الفاعل – حماة