خاص || أثر برس تواصل أسعار “الأمبيرات” تحليقها عالياً في حلب محققة أرقاماً قياسية غير مسبوقة، أثقلت كاهل الحلبيين وزادت من الأعباء المعيشية المترتبة عليهم.
التقنين الجائر المتمثل بارتفاع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة حلب، توازى بشكل مطّرد مع ارتفاع عدد ساعات التغذية اليومية بـ “الأمبيرات” لمنازل الحلبيين، والذين أصبحوا يعتمدون على “الأمبيرات” كوسيلة رئيسية للحصول على قدر يسير من التيار الكهربائي، بما يكفيهم على الأقل لشحن هواتفهم وتشغيل إنارة منازلهم خلال ساعات الليل.
وفي مقابل ارتفاع عدد ساعات التغذية بـ “الأمبير”، رفع أصحاب المولدات من تسعيرتهم خلال الأسبوعين الماضين، ليحقق سعر الأمبير أرقاماً قياسية غير مسبوقة، تراوحت ما بين 4000 و5000 ليرة سورية في الأسبوع لـ “الأمبير” الواحد فقط، والذي لا يكفي سوى لتشغيل الإنارة في المنازل، إضافة إلى تشغيل “الشاشات” التوفيرية في أحسن الأحوال.
وأوضح عدد من أصحاب المولدات خلال حديثهم لـ “أثر برس”، أن ارتفاع سعر “الأمبير” هو أمر طبيعي تماماً، سواء لناحية ازدياد عدد ساعات التغذية اليومية إلى ما يقارب الـ 11 أو 12 ساعة يومياً، أو لناحية الأعطال المتكررة التي باتت تلحق بالمولدات نتيجة التشغيل الزائد وعدم إراحتها بالشكل المطلوب لتلبية احتياجات السكان وعدم قطع التغذية عنهم، منوهين أيضاً بالارتفاع الكبير مؤخراً لكلفة إصلاح الأعطال التي تطرأ على مولداتهم.
اللافت بحسب ما استقصاه مراسل “أثر برس” في عدة مناطق ضمن حلب، أنه وللمرة الأولى في المدينة ورغم ارتفاع سعر “الأمبير”، لم يوجه الأهالي اللوم إلى أصحاب المولدات، حيث تمحورت أحاديث المواطنين حول أن هذا الارتفاع أمر طبيعي ومفهوم في مقابل زيادة أصحاب المولدات لعدد ساعات التغذية بـ “الأمبير”، مشيرين إلى أن الأمر لم يعد يتعلق بأصحاب المولدات، وأن الحل الوحيد لإعادة تخفيض السعر يتمثل فقط بتحسين واقع التغذية الكهربائية النظامية للمدينة.
الارتفاع الأخير على أسعار “الأمبيرات”، دفع بمعظم الأهالي الذين كانوا مشتركين بعدة “أمبيرات”، إلى تخفيض اشتراكهم ليصبح مقتصراً على “أمبير” واحد فقط، أو اثنين في حال الضرورة القصوى، بهدف توفير المصاريف والأعباء المترتبة: “وخاصة أننا حالياً في فصل الشتاء ولسنا بحاجة فعلية إلى تشغيل البرادات أو المجمدات، وبالتالي فأمبير واحد يكفينا للحصول على النور في منازلنا وتشغيل (الراوتر) فقط، ولذلك قمت مؤخراً بتخفيض اشتراكي من 3 أمبيرات إلى واحد، رغم وعيد صاحب المولدة لي بأنه لن يرفع لي اشتراكي مجدداً في حال رغبتي بذلك”، وفق قول “أبو مصطفى” من أهالي حي شارع النيل لـ “أثر برس”.
وتعيش مدينة حلب منذ أكثر من شهر، حالة من شبه الانعدام على صعيد التغذية الكهربائية، حيث تصل ساعات الانقطاع في معظم الأحياء إلى ما بين 9 أو10 ساعة متتالية، مقابل ساعتين من التغذية، في حين يكون التقنين في بعض الأحياء الأخرى بمعدل 7 -8 ساعات انقطاع مقابل ساعة أو ساعة ونصف من التغذية.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن أسباب التقنين الكهربائي الجائر عن مدينة حلب، تعود إلى قلة كميات الكهرباء المخصصة للمدينة، حيث تبلغ حصة حلب من التيار القادم من محطات التوليد، نحو 220 ميغا واط، من ضمنها 80 ميغا مخصصة للمناطق الصناعية، لتقتصر بذلك الكمية المخصصة لكافة الأحياء السكنية في المدينة على 140 ميغا واط فقط لا غير.
وكانت محافظة حلب أصدرت في الثالث من شهر تشرين الثاني الماضي، قراراً رفعت من خلاله سعر ساعة التغذية الأسبوعية بـ “الأمبير” إلى 45 ليرة سورية، إبان صدور القرار الحكومي آنذاك والذي قضى حينها برفع سعر المازوت الصناعي والتجاري إلى 650 ليرة سورية، إلا أن أحداً من أصحاب المولدات لم يلتزم بتلك التسعيرة، معتبرين أنها لا تراعي الأعطال والأضرار وكلفة إصلاح المولدات المترتبة عليهم.
زاهر طحان – حلب