خاص || أثر برس ما تزال الجولات المفاجئة التي ينفّذها محافظ حلب حسين دياب، تتصدر واجهة الأخبار في المدينة، وخاصة في ظل تركيز دياب على القيام بزيارات فجائية على المديريات والدوائر الخدمية التي يستوجب عملها الاحتكاك المباشر مع المواطنين.
وكشفت جولات المحافظ عورة العمل في المديريات التي يستهدفها بشكل كبير، وخاصة فيما يتعلق بمعاناة المواطنين المستمرة من حيث تغيب الموظفين أو تأخرهم عن دوامهم، الأمر الذي لطالما كان سبباً في تأخير إجراء معاملات المواطنين وفرض عليهم الانتظار لأوقات طويلة ريثما يحضر الموظف المختص إلى دوامه الرسمي.
ولعل الجولة الأخيرة التي نفذها دياب صباح اليوم الأحد في مديرية الخدمات الفنية في حلب، أبرزت الوجه الأوضح لمعاناة المواطنين مع إهمال بعض الموظفين، في ظل اكتشاف المحافظ لتأخر /18/ موظفاً عن الحضور إلى دوامهم الرسمي.
وسارع محافظ حلب أثناء وجوده في المديرية إلى فرض عقوبات إدارية بالجملة طالت الموظفين الـ /18/ المتأخرين عن دوامهم، مشدداً على ضرورة التزام الموظفين بالدوام الرسمي وخاصة في الصباح لتسيير شؤون المواطنين ومعاملاتهم وتسهيل أمورهم دون أي تأخير.
وجدد دياب تصريحاته حول مستوى العمل في مديريات ودوائر الخدمات الفنية، مؤكداً أن مستوى العمل غير كافٍ، وبأن نقاط الخلل والتقصير في الأداء ما تزال مستمرة وتستوجب التلافي والمعالجة، مشدداً على وجوب بذل المزيد من الجهد والعمل ليصل إلى مستوى تلبية احتياجات المواطنين.
كما التقى دياب خلال الجولة بعدد من المواطنين المنتظرين لتسيير أمور معاملاتهم في المديرية، والذين قدموا عدداً من الشكاوى اليومية المتعلقة بالعمل في المديريات الخدمية بحلب بشكل عام.
وتعتبر الجولة المفاجئة على مديرية الخدمات الفنية، هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع وبـ “سيناريو” مطابق تماماً لسيناريو الجولة السابقة التي استهدفت قطاعي “الحمدانية” و”الأنصاري” من حيث اتباع عنصر المفاجأة ولقاء المواطنين ومعاقبة الموظفين المتأخرين والذين بلغ عددهم /7/ عمال من القطاعين، فيما أطلق دياب خلال هذه الجولة أولى تصريحاته شديدة اللهجة بحق مجلس المدينة من خلال قوله بأن: “مستوى العمل ضمن قطاعات مجلس المدينة ما يزال غير مرضٍ حتى الآن”.
وكان دياب قد اعتمد خلال الأشهر الماضية على هذا النوع من الجولات التي تعرف بالمصطلح السائد بـ “الكبسات” على مديريات حلب الخدمية، والتي شهدت آنذاك أيضاً سلسلة عقوبات طالت عشرات الموظفين لأسباب متعلقة في معظمها بمسألة التأخر عن الدوام الرسمي.
وتعتبر المديريات الخدمية في حلب العصب الرئيسي للمحافظة بشكل عام، حيث تستقبل يومياً آلاف المراجعين الباحثين عن تسيير معاملاتهم وشؤونهم على اختلاف أنواعها، إلا أن العديد من إشارات الاستفهام والشكاوي كانت تصدر بشكل مستمر من قبل المواطنين تجاه تصرفات بعض الموظفين العاملين في هذه المديريات وخاصة فيما يتعلق بمسألة التأخير أو التغيب عن مكان العمل دون سابق إنذار، ليبقى السؤال الأبرز حالياً ما إذا كانت عقوبات محافظ حلب ستفلح في ضبط أوضاع الموظفين ضمن هذه المديريات.
زاهر طحان – حلب