أثر برس

بعد التخبط الذي تسببت به أزمة “أبو عمشة”.. خطوات تركية لإعادة بناء منظومة مسلحيها شمال حلب

by Athr Press G

خاص|| أثر برس كشفت مصادر خاصة لـ “أثر” من ريف حلب الشمالي، عن انعقاد سلسلة اجتماعات مكثفة خلال اليومين الماضيين بين ممثلين عن المخابرات التركية، وشخصيات محددة من قياديي الفصائل الموالية لأنقرة في مدينة عفرين.

ووفق المصادر فإن عدداً من كبار ضباط المخابرات التركية، وصلوا بشكل سرّي يوم الجمعة الماضي إلى مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائلها شمال حلب، حيث سارعوا بعيد وصولهم إلى عقد اجتماعات مكثفة استمرت على مدار اليومين الماضيين، مع عدد من قياديي فصائل أنقرة الذين تم تهميشهم من قبل قادات تلك الفصائل خلال السنوات الماضية.

واقتصرت هوية القياديين الذي التقاهم ضباط المخابرات الأتراك، على الضباط الذين انشقوا خلال مجريات الحرب السورية عن صفوف الجيش السوري، فيما لم تتم دعوة القادة الرئيسيين للفصائل إلى تلك الاجتماعات، الأمر الذي أثار حالة من الارتباك والقلق بين صفوفهم.

التسريبات التي وردت لمصادر “أثر” عن مخرجات الاجتماعات، أشارت إلى أن ضباط المخابرات الأتراك طالبوا القياديين الذين التقوا معهم بوضع خطط واستراتيجيات جديدة، لإعادة هيكلة المنظومة العسكرية للمسلحين في شمال حلب فقط في الوقت الراهن، أي ضمن المناطق الممتدة من عفرين، مروراً بأعزاز والباب، وصولاً إلى جرابلس، على أن تكون الهيكلية الجديدة بعيدة عن كافة التجمعات والتشكيلات التي أسسها قادات الفصائل وخاصة غرفتي “عزم، والجبهة السورية للتحرير”.

ووفق المعطيات المتوفرة، فعلى ما يبدو أن تلك الاجتماعات، جاءت على خلفية الشقاق الذي حدث إثر أزمة قائد فصيل “سليمان شاه” (العمشات)، في ظل الخلاف الذي تسببت به التعليمات التركية القاضية بعدم التعرّض لـ “أبو عمشة” تحت أي بند كان رغم ثبوت كل الجرائم التي أدانته بها اللجنة الثلاثية التابعة لـ “عزم”، وإلحاح قياديي الأخيرة على الاقتصاص منه ونفيه في موقف اعتبرته القوات التركية نوعاً من التمرد على أوامرها ولو بشكل كلامي فقط.

وتسود حالة من الترقب والقلق بين أوساط قيادات فصائل أنقرة بعد الاجتماعات الأخيرة، وخاصة حيال الخطوات التركية القادمة المحتملة التي من شأنها تهميش القادة الرئيسيين للفصائل، وتشكيل تحالفات وتجمعات جديدة تحت قيادة الضباط المنشقين، قد تحمل معها مسميات جديدة بعيداً عن مظلة “الجيش الوطني” وتشكيلاته القديمة.

وكانت الفصائل التابعة لـ “عزم” وخاصة الفصيلين المتزعمين للغرفة، “السلطان مراد، والجبهة الشامية”، قد تعرضت لصفعة قوية نالت من هيبتها على يد الأتراك، بعد قضية قائد فصيل “العمشات” المدعو “أحمد الجاسم” (أبو عمشة)، والذي أُثبت عليه ارتكابه العشرات من جرائم القتل والخطف والاغتصاب، ما دفع “الجيش الوطني” ممثلاً بـ “عزم” إلى إصدار أحكام بعزله ونفيه خارج منطقة عفرين، قبل أن تتدخل المخابرات التركية بشكل مباشر وتمنع تطبيق تلك الأحكام، والاكتفاء فقط بتعيين قائد جديد للفصيل، تقتصر صلاحياته فقط على أن يكون أداء طيّعة تنفذ أوامر “أبو عمشة” وتعليماته.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً