أثر برس

بعد شكواهم لـ”أثر” بوقوعهم ضحية “للابتزاز”.. “التموين” عالجت الموضوع وصاحب “الكازية” أعاد 1.8 مليون لفلاحي جمعية رسم الحميس بريف حلب

by Athr Press G

خاص || أثر برس لأول مرة في حياتهم تُعاد لهم المبالغ المالية التي أجبروا على دفعها عنوةً لصاحب محطة الوقود “الكازية” مقابل الحصول على مخصصاتهم الدورية من مادة المازوت الزراعي المخصص لهم من الحكومة، هكذا قال فلاحو جمعية رسم الحميس خلال حديثهم لـ “أثر” بعد أن اشتكوا مسبقاً من تصرف قام به صاحب إحدى محطة الوقود الخاصة في ناحية الخفسة التابعة إدارياً لمنطقة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي.

وحسب الشكوى التي وصلت لـ “أثر” منذ أربعة أيام، والتي لم يتم نشرها قبل التأكد من معالجتها، بيّن الفلاحون في شكواهم أنّه بعد إعلامهم بوصول مخصصاتهم الزراعية من مادة المازوت ليتم استلامها من محطة محروقات “المزيونة”، قاموا بمراجعة المحطة لتعبئة المادة إلّا أنهم تفاجؤوا بإجبارهم على دفع 50 ليرة سورية كمبلغ إضافي على كل لتر يتم تعبئته أي 10 آلاف ليرة على البرميل الواحد بسعة 200 لتر.

واستهجن الفلاحون ما طُلب منهم، إلّا أنهم في أول الأمر قاموا بدفع المبلغ الذي المطلوب بغية الحصول على المادة بسعر التكلفة المحدد من قبل الحكومة وهو بقيمة 1700 ليرة سورية إضافة إلى 50 ليرة لجيب صاحب المحطة، كون المادة بالسوق السوداء تباع بسعر أكثر من ذلك بكثير.

واعتبر الفلاحون أن ما حصل -في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها- هو إجحاف بحق الفلاح وابتزاز له، ويعبّر في نفس الوقت عن تقصير واضح من قبل الجهات المعنية وخاصة لجنة المحروقات المعنية بمتابعة حقوقهم، وفي الرقابة على أصحاب محطات الوقود الذين يقومون بابتزازهم سواء في مادة المازوت أم البنزين أم غيرها، متأملين أن يصل صوتهم للجهات الرقابية لمعالجة الموضوع وإعادة لهم حقوقهم.

وبعد وصول الشكوى التي قدمها عدد من الفلاحين لـ “أثر” والتي شرحت ما حصل، تم التواصل مباشرة مع مديرية حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حسام نصر الله والذي وجه الموضوع بدوره مباشرة لمدير تموين حلب أحمد سنكري الذي وعد حينها بمعالجة الموضوع.

وبعد يومين، تم التواصل مع الفلاحين المشتكين من جديد ليتم التأكد من معالجة الشكوى، حيث أكّدوا أنّ صاحب المحطة قام بإعادة مبلغ قيمته (1.8) مليون ليرة سورية للرابطة الفلاحية في منطقة منبج والتي بدورها قامت بتسليمه للجمعية المذكورة، ليصار تسليم المبلغ للفلاحين من قبل إدارتها.

وأشار الفلاحون إلى أنّهم تفاجؤوا للحقيقة بطريقة معالجة الشكوى، وهي لأول مرة تحصل بهذه الصيغة، أي أن تعاد لهم مبالغ مالية ولو كانت بسيطة في ظل الظروف والتضخم الاقتصادي الكبير، الأمر الذي ترك حالة ارتياح ملحوظة لديهم، على اعتبار أنهم مسبقاً كانوا فاقدي الأمل من عودة هذه المبالغ.

وتشير أوساط فلاحية إلى أن ما حصل هو في جمعية واحدة، قام فلاحوها بتعبئة قرابة 200 برميل فقط، متسائلين عمّا يحصل مع الجمعيات الفلاحية الأخرى في المنطقة أو غيرها من المناطق الأخرى والتي ربما لم تستطع أن توصل شكواها وكم المبالغ التي حُصّلت منهم ومن المسؤول عنها؟؟.

وعوّل الفلاحون على دور الإعلام في متابعة قضاياهم وهمومهم ومشاكلهم التي يمرون بها، مطالبين الجهات الرقابية العليا أنّ تشدد على دور الجهات الرقابية الفرعية لمتابعة أحوال الفلاح، مشددين على دور المنظمات الفلاحية والتي من المفترض أن تكون إلى جانب الفلاح خطوة بخطوة لا أن تتركه بين أيدٍ لا يهمها إلا جمع المال واستغلال الظروف التي تمر بها البلاد.

وأشار الفلاحون إلى أنّ هناك الكثير من المسائل الأخرى التي تتعلق بالقطاع الزراعي وتحتاج إلى متابعة، وخاصة فيما يتعلق بتأمين الأسمدة الزراعية بالكميات اللازمة كون أسعار السوق السوداء اليوم باتت مرهقة للفلاح، مؤكّدين وقوفهم الدائم في دعم العملية الإنتاجية وفق ما يستطيعون فعله متخذين من شعار السيد الرئيس بشار الأسد (الأمل بالعمل) شعاراً لهم في المرحلة الحالية والمقبلة.

اقرأ أيضاً