خاص || أثر برس رغم مرور ما يقارب الشهرين من الاستقرار الملحوظ على صعيد التغذية الكهربائية في مدينة حلب إلا أن المدينة باتت تعيش خلال اليومين الماضيين في حالة متردية خاصة من حيث ارتفاع عدد ساعات التقنين الكهربائي إلى ما يقارب الضعف مقارنة بما كان عليه الوضع خلال الشهرين المنصرمين.
ساعات التغذية الكهربائية اليومية في مدينة حلب، انخفضت خلال اليومين الماضيين إلى أقل من /12/ ساعة يومياً بعد أن كانت أحياء المدينة التي تصلها الكهرباء (الغربية ووسط المدينة)، تتغذي بالتيار لمدة تتجاوز الـ /20/ ساعة يومياً، الأمر الذي أرهق المواطنين وخاصة في ظل موجة الحر اللاهب التي تعيشها حلب في الوقت الحالي.
وأرخى تراجع واقع التغذية الكهربائية في المدينة، بظلاله على آمال الحلبيين في التخلص من عقدة “مولدات الأمبير”، وهي الآمال التي زرعها التحسن الكبير في واقع التغذية مؤخراً لدى أبناء حلب والذين سارع بعضهم إلى إلغاء اشتراكه بـ “الأمبيرات” لإنهاء حقبة الاستغلال الطويلة التي كان يمارسها أصحاب المولدات بحقهم من حيث التحكم بالأسعار وعدد ساعات التشغيل.
يقول “أبو خليل” من سكان حي الأندلس لـ “أثر برس”: “عشنا خلال الشهرين الماضيين في استقرار وتحسن كبير غير مسبوق على صعيد الكهرباء، وهذا الأمر دفعني لإلغاء اشتراكي بالأمبيرات وخاصة أنني كنت أتحيّن اللحظة المناسبة لهذا القرار (المصيري) في ظل الاستغلال الكبير الذي كنت أعانيه مع صاحب المولدة في حيّنا، إلا أنني وجدت نفسي مضطراً في ظل التراجع الحالي إلى إعادة اشتراكي من جديد وتحمّل (تكرّم) صاحب المولدة عليّ بالموافقة”.
وفي ظل هذا التردي الكهربائي، انتشرت بين الحلبيين جملة من التساؤلات حول الأسباب، وخاصة أن هذا التردي تزامن مع عودة التيار الكهربائي إلى عدة أجزاء من أحياء شرق حلب التي كانت تعاني من انعدام الكهرباء طيلة السنوات الماضية، ولعل في مقدمة التساؤلات التي تم طرحها في الشارع الحلبي مؤخراً كان ما إذا كانت حصة مدينة حلب من الكهرباء ستزداد في ظل اتساع رقعة الأحياء المغذاة بالتيار أم أنها ستبقى على حالها، وخاصة أن بقاء الكمية وعدم زيادتها سينعكس بشكل طبيعي على ارتفاع ساعات التقنين بشكل مستمر مع كل منطقة جديدة تدخل ضمن نطاق التغذية الكهربائية.
وأشار عدد من المواطنين لـ “أثر برس”، بأنه وحسب خبرتهم التي اكتسبوها في معاناتهم الطويلة خلال السنوات الماضية مع الكهرباء، فإن مسألة ارتفاع التقنين هي أمر طبيعي في ظل موجة الحر اللاهبة التي تعيشها مدينة حلب، والتي جعلت من جميع أبناء المدينة تقريباً يعتمدون على تشغيل أجهزة التكييف والمبرّدات لاتقاء الحر، ما يتسبب في استهلاك كميات مضاعفة من الكهرباء المخصصة للأحياء ويزيد من عدد ساعات التقنين: “وهذا أمر خبرناه بشكل جيد خلال سنوات الحرب بدليل أن الفترات التي لا تحتاج إلى تشغيل أجهزة التكييف أو التسخين كفترات دخول فصلي الربيع والخريف، نعيش فيها برفاهية مطلقة من حيث وصول التقنين إلى مرحلة من الانعدام الكلي”، وفق قول “عبد الله”، موظف متقاعد.
ولم يتأخر رد شركة كهرباء حلب على تساؤلات المواطنين وخاصة فيما يتعلق بمسألة زيادة كمية الحصة المخصصة لحلب، من خلال تصريحات صحفية قال فيها مدير الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب المهندس محمد الصالح، بأن: “الشركة تعمل بتوجيهات من وزير الكهرباء على إدخال خطوط جديدة لنقل الكهرباء إلى حلب ما سيزيد من الكمية الواصلة إلى المدينة وينعكس إيجابياً على كافة الأحياء التي تصلها الكهرباء”، فيما أشار الصالح إلى أن العمل مستمر على تغذية كافة الأحياء الشرقية بالتيار الكهربائي وفق مراحل متتالية ومدروسة ستتم بموجبها إعادة الكهرباء إلى كل أحياء حلب قبل انتهاء العام الجاري.
وكان وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي قد زار مدينة حلب قبل عدة أيام، ونفّذ سلسلة جولات تفقدية لواقع العمل على إعادة تغذية الأحياء الشرقية وبلدات ريف حلب الشمالي كنبل والزهراء إلى جانب قرى ريف حلب الشرقي، وتخلل زيارة الوزير إعادة تشغيل ما يزيد عن /12/ مركزاً تحويلياً في شرق المدينة ما أعاد التيار الكهربائي إلى حي باب النيرب ومحيط مبنى الهجرة والجوازات القديم، وإلى أجزاء من احياء باب انطاكية وباب جنين والكلاسة وبستان القصر، في حين كانت نجحت شركة كهرباء حلب بإعادة التيار إلى حيي صلاح الدين وسيف الدولة والزبدية خلال الأشهر الماضية.
يذكر أن أحياء شرق حلب التي كانت تسيطر عليها الفصائل المسلحة، كانت تقبع في ظلام تام خلال الأعوام الثلاثة الماضية وخاصة في ظل الأضرار الكبيرة والأعمال التخريبية التي تعرضت لها المنظومة الكهربائية في تلك الأحياء بشكل كلي، الأمر الذي جعل من قاطني شرق حلب تحت “رحمة” أصحاب مولدات “الأمبير” التي كانت السبيل الوحيد للحصول على الطاقة في منازلهم، قبل أن تبدأ الكهرباء بالعودة تدريجياً قبل نحو يومين إلى الأجزاء المذكورة، ما أعاد الأمل مجدداً إلى الأهالي بإبصار النور في منازلهم من جديد بعد سنوات المعاناة، وهو الأمر الذي يتم حالياً من حيث إصلاح باقي الشبكات والمحولات في تلك المناطق وبمشاركة واسعة من ورشات الإصلاح التي حضرت خصيصاً إلى مدينة حلب من محافظتي حمص وحماة.
زاهر طحان – حلب