أثر برس

“سوء تجاوب مع الشكاوى من قبل موظفي الكهرباء”.. الكهرباء في حلب “فوق الموت عصّة قبر”

by Athr Press G

خاص ||أثر برس لم تشفع العطلة الرسمية التي أقرتها الحكومة السورية، في تحسين واقع التغذية الكهربائية لمدينة حلب، حيث استمر التقنين الجائر بالسيطرة على المدينة، إلا أن اللافت تمثل في الشكاوى التي وردت خلال الأيام الماضية لـ “أثر” من أبناء المدينة.

التقنين الجائر والذي بات سمة معتادة لمدينة حلب في ظل تأقلم الحلبيين معه واعتمادهم شبه الكامل على تغذية “الأمبيرات“، لم يعد الهم الوحيد لأبناء المدينة، الذين اعتادوا على التعايش مع ذلك الواقع المتردي طيلة السنوات الماضية، بالاعتماد على الساعتين اللتين تصل خلالهما الكهرباء إلى منازلهم في الأعمال التي لا يستطيع “الأمبير” تغطيتها، كالكوي والغسيل وتشغيل سخان المياه.

هم أبناء حلب الجديد تمثل في أن معظمهم بات محروماً حتى من ساعتي التغذية “النظامية” في ظل كثرة الأعطال التي تطرأ على الشبكة الكهربائية نتيجة الضغط والأحمال الزائدة، وما زاد الواقع سوءاً هو إهمال بات واضحاً في الآونة الأخيرة من قبل موظفي الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب لناحية التجاوب مع شكاوى المواطنين.

“في العامين الماضيين كنا نشهد تجاوباً سريعاً ومقبولاً من قبل موظفي الكهرباء عند تقديمنا لأي شكاوى تتعلق بأعطال طارئة على المحولات الكهربائية في أحيائنا، وحتى أننا كنا لا ننتظر كثيراً لحين وصول الورشات وإصلاح تلك الأعطال، إلا أننا في الوقت الحالي بتنا ننتظر الإصلاح لأيام طويلة، لحين تكرّم الورشات بالقدوم إلينا ومعاينة العطل الطارئ”. وفق قول “أبو النور” من سكان حي شارع النيل.

والحال أن ما يحدث في كهرباء حلب حالياً ليس مقتصراً فقط على مسألة عدم التجاوب مع الشكاوى المقدمة، بل أن المشكلة باتت تتمثل في مسألة تقديم الشكوى من الأساس، حيث أكد العديد من الأهالي خلال حديثهم لـ “أثر” بأن كل محاولاتهم للاتصال بالأرقام المخصصة لتقديم الشكاوى، ذهبت أدراج الرياح في ظل عدم رد الموظفين المسؤولين عن تلقي الشكاوى على الهواتف.

يقول “محمد” من قاطني حي “الخالدية” لـ “أثر”: “رغم قلة مدة وصول الكهرباء النظامية إلى منازلنا ساعتين في اليوم، إلا أننا نستفيد منها ولو قليلاً في الكثير من الأعمال اليومية وخاصة الكوي والغسيل، والمنطقة التي أقطن بها تعرضت محولتها لعطل طارئ حرمنا حتى من تلك الساعتين، فبادرت وعدد من جيراني إلى محاولة التواصل مع طوارئ الكهرباء في الليرمون التي يتبع لها حينا لاستدعاء الورشات وإصلاح العطل”.

وأضاف “محمد”: “لم ندخر أنا وجيراني جهداً في الاتصال على كافة الأرقام التي حددتها شركة كهرباء حلب بخصوص تقديم الشكاوى، فاتصلنا بطوارئ الليرمون وبالمركز الرئيسي في الجميلية، إلا أن أحداً لم يرد على اتصالاتنا، علماً أننا في السابق كنا على الأقل نجد من يرد ويسجل الشكوى سواء تجاوب معها لاحقاً أم لا، وبالتالي بات يتوجب علينا أن نذهب بأنفسنا إلى شركة الكهرباء لتقديم الشكوى الخاصة بحيّنا مع كل عطل قد يحدث ويحرمنا من الحصول على تغذية الساعتين اليومية (يعني فوق الموت عصة قبر)”.

وتعاني مدينة حلب منذ اندلاع الأحداث في المدينة عام 2012 من تردٍّ كبير على صعيد الكهرباء، دون أن تُفلح عودة الأمان وتحرير المدينة ومعظم أريافها من المسلحين، في تحسين ذلك الواقع، بينما يترقب الحلبيون عودة إقلاع إحدى مجموعات المحطة الحرارية في الريف الشرقي، والتي كانت يجب أن تبصر النور أواخر العام الماضي، قبل أن تبدأ سلسلة من التأجيلات والوعود، التي كان آخرها وعدٌ رسمي بأن تقلع المجموعة في شهر آذار من العام الجاري، لتبدأ برفد الشبكة العامة في سوريا وليس حلب فقط بالتيار الكهربائي.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً