أثر برس

في ظل تصاعد الجرائم ضد القاصرات في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة.. مقـ.ـتل فتاة على يد والدها غرب حلب

by Athr Press G

خاص|| أثر برس قالت مصادر محلية لـ “أثر” إن فتاة قاصراً تبلغ من العمر 17 عاماً، لقيت مصرعها قبل عدة أيام على يد والدها، في قرية “الأبزمو” الخاضعة لسيطرة تنظيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) بريف حلب الغربي.

وبحسب ما نقلته المصادر عن أشخاص مقربين من عائلة الضحية، فإن والد الفتاة الذي يعمل مسلحاً لدى “النصرة“، دخل غرفة ابنته مساء الإثنين الماضي مصادفة، ليجدها تتكلم عبر هاتفها الخلوي بصوت منخفض، ما تسبب لها بحالة من الارتباك الذي أثار شكوك القاتل، فسارع إلى أخذ الهاتف والتأكد من هوية صاحب الرقم الذي كان يتحدث مع ابنته.

وبعد سيل من الشتائم والضرب، اعترفت الفتاة لوالدها بأنها كانت تتحدث مع أحد الشبان، الأمر الذي قابله الأخير بربط ابنته بسقف المنزل، والبدء بضربها وتعنيفها بطريقة وحشية باستخدام العصي والآلات الحادة، مركزاً في ضربه على رأس الفتاة التي فقدت حياتها بعد تلقيها لإحدى الضربات القاسية على رأسها.

وأضافت المصادر بأن والد الضحية أمر زوجته بالتكتم على ما حدث، وسارع إلى ارتداء لباسه العسكري ووضع ابنته القتيلة في صندوق سيارته، وتوجه مباشرة نحو مدينة عفرين لدفنها هناك بعيداً عن أعين أهالي القرية، وتمكن باستخدام نفوذه وعلاقاته مع مسلحي “النصرة” من عبور كافة حواجزها ومعابرها ويصل إلى أطراف بلدة جنديرس بريف منطقة عفرين.

وفي ظل التشديد الأمني الكبير الذي يتم التعامل به من قبل مسلحي أنقرة المسيطرين على عفرين مع مسلحي “النصرة” الذين يقصدون مناطق نفوذهم، قام مسلحو أحد حواجز “الجبهة الشامية” بفتح صندوق السيارة، ليجدوا جثة الفتاة، حيث ادّعى والدها بأنها تعرضت لتسمم غذائي شديد أودى بحياتها، وبأنه كان يقصد مدينة عفرين لدفنها هناك قرب قبر أحد أقاربه.

آثار التعذيب والضرب المبرح الواضحة للعيان، أثارت شكوك مسلحي الحاجز، وخاصة في ظل عدم امتلاك الوالد لأي ورقة صحية تثبت صحة ادّعائه، ما دفع بهم لاعتقاله واقتياده إلى أحد مقراتهم في مدينة عفرين، حيث اعترف هناك بجريمته، وبملابسات الحادثة.

وتندرج حادثة مقتل الفتاة القاصر على يد والدها، ضمن سلسلة من عشرات الجرائم التي تشهدها مناطق سيطرة فصائل أنقرة و”جبهة النصرة”، في أرياف حلب الشمالية والغربية، وخاصة على صعيد عمليات القتل والخطف والاغتصاب، التي غالباً ما يكون منفذوها من مسلحي تلك الفصائل.

وتعاني الفتيات والنساء القاطنات ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، من ممارسات مسيئة وضغوط كبيرة من قبل المسلحين على وجه التحديد، سواء على صعيد التحرّش، أم الابتزاز لأغراض مشينة، وخاصة من قبل المسلحين القائمين على تنسيقيات الفصائل في مواقع التواصل الاجتماعي.

وغالباً ما تتسبب تلك الضغوط والواقع المأساوي، في دفع الفتيات القاصرات إلى الانتحار، حيث سُجّلت منذ بداية العام الجاري أكثر من 6 حالات انتحار جميعها لفتيات قاصرات دون سن الثامنة عشرة، سواء عبر الشنق أم تناول الأدوية، عدا عن العديد من محاولات الانتحار الفاشلة لقاصرات رغبن بإنهاء حياتهن للأسباب ذاتها.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً