خاص || أثر برس لقي شابان من عائلة واحدة مصرعهما، بعد تعرضهما للاختناق داخل بئر كانا يعملان على حفره في قرية “السفلانية” التابعة لبلدة “بزاعة”، في ريف منطقة الباب الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها بريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي التفاصيل التي نقلتها مصادر محلية لـ “أثر”، فإن الشابين كانا يعملان على زيادة عمق إحدى الآبار الموجودة في قرية “السفلانية” بعد جفافه في وقت سابق، عبر التوسع في حفره إلى أن وصلا مساء أمس الإثنين لعمق يتراوح بحسب المعطيات الأولية ما بين /175 و200/ متر، قبل أن ينقطع الاتصال معهما منذ ذلك الحين.
ورغم محاولات الأهالي في القرية الصراخ والتواصل مع الشابين، إلا أنه لم تحدث أية استجابة، لتبدأ بعدها محاولات إنقاذهما وإخراجهما من البئر، وسط صعوبات كبيرة تمثلت في ضيق جسم البئر وعمقه الكبير، فيما قال أحد الأهالي الذي كان آخر من تواصل مع الشابين، أنهما كانا يعانيان من صعوبة في الكلام والتنفس، لينقطع الاتصال معهما بعد ذلك بشكل كامل.
كما قال عدد من الأهالي بأن روائح غازات كانت تنبعث من داخل البئر أثناء محاولات الإنقاذ، مبينين أن تلك الرائحة تنجم عادة عن المياه الكبريتية، والتي يبدو أنها تسربت إلى البئر خلال عمليات الحفر الجائرة، ما تسبب بإغماء الشابين وفقدانهما للوعي، وجعلهما حبيسين في البئر، لتتكفل مسألة نقص الأوكسجين على ذلك العمق تحت الأرض، في إفقادهما حياتهما لاحقاً.
من جانبها أعلنت فرق الإنقاذ التابعة لفصائل أنقرة صباح اليوم، وفاة الشابين وعجزها عن إنقاذهما، منوهة بأن العمليات التي تجري في الوقت الحالي ستكون محاولات لانتشال جثتيهما من البئر، بينما أشارت مصادر “أثر” إلى أن محاولات انتشال الجثتين ما تزال مستمرة، دون أن تتمكن فرق الإنقاذ منذ ذلك.
وكانت مناطق سيطرة فصائل أنقرة في ريف حلب الشمالي قد شهدت عدة حوادث وقوع وفيات جراء الاختناق أو الغرق في الآبار العشوائية المنتشرة ضمن تلك المناطق، كان آخرها حادثة وفاة أحد الأطفال بريف منطقة أعزاز قبل أقل من شهرين، نتيجة سقوطه في بئر ضيقة داخل إحدى الأراضي الزراعية، وبالرغم من كل الإمكانيات المتطورة التي ترسلها تركيا تباعاً إلى فرق الإنقاذ التابعة للمسلحين، إلا أن تلك الفرق ما تزال تفشل في التعامل مع الحوادث التي تُسجل بين والحين والآخر، ما يتسبب بالنتيجة بإفضاء غالبية تلك الحوادث إلى الموت.
زاهر طحان – حلب