خاص || أثر برس تعيش مدينة حلب في الآونة الأخيرة، حالةً من الاستقرار الخدمي الملحوظ على كافة الصعد، مقارنةً بما كان عليه الوضع خلال السنوات الماضية، إلا أن مسألة عدم انتظام قوة التيار الكهربائي الواصل إلى منازل المدينة ما تزال “تعكّر” هذا الاستقرار في ظل تسببها بخسارة العديد من الأسر الحلبية لأجهزتها الكهربائية.
فعلى مدار الأسابيع الماضية، وردت عشرات الشكاوى لـ “أثر برس”، حول مشكلة الانخفاض المفاجئ لقوة التيار الكهربائي، أو ارتفاعها إلى حد كبير، ما تسبب بإعطاب العديد من الأجهزة الكهربائية واحتراق محركاتها وخاصة على صعيد “البرّادات” و”المكيّفات” ومضخات المياه المنزلية المعروفة في حلب باسم “السنترفيشات”.
وقال مواطنون لـ “أثر برس“: “من المفترض والطبيعي أن تكون قوة وصول التيار الكهربائي إلى منازلنا بقوة /220/ فولط، إلا أننا مؤخراً أصبحنا نعاني من أن قوة التيار تهبط بشكل مفاجئ إلى ما دون /120/ فوط، وهذا الأمر بشكل أو بآخر قد لا يسبب لنا مشكلة كبيرة بمقدار ما يسببه الأمر المعاكس وهو ارتفاع قوة التيار إلى /300/ فولط وأحياناً إلى /320/ فوط، وهذا الأمر دائماً ما يتسبب باحتراق أجهزتنا الكهربائية وخاصة إن لم نتمكن من إطفائها بالسرعة اللازمة”.
ويروي مؤيد، موظف متقاعد، معاناته مع تذبذب قوة التيار الواصل إلى منزله بالقول: “خلال الشهرين الماضيين اضطررت إلى لف محرك مضخة المياه (السنترفيش) في منزلي مرتين متتاليتين، قبل أن أفقده بشكل كامل في المرة الثالثة، واضطر إلى شراء (سنترفيش) جديد، أي أنني دفعت أكثر من /40/ ألف ليرة سورية ما بين أجور الإصلاح لمرتين وسعر الجهاز الجديد وأجور الفك والتركيب لعامل الصحيّة، وكل هذا بسبب الارتفاعات المفاجئة التي تطرأ على قوة التيار الواصل لمنزلي”.
وتلجأ نسبة كبيرة من العائلات الحلبية في الوقت الراهن، نتيجة هذه المشكلة، إلى شراء المنظّمات الكهربائية الكبيرة التي تتمثل وظيفتها في رفع أو خفض الجهد الكهربائي الواصل إلى المنازل بطريقة “أوتوماتيكية” للحفاظ على استقرار قوة التيار الكهربائي عند عتبة /220/ فولط، الأمر الذي شكّل أعباءً كبيرة إضافية على المواطنين وأثقل كاهلهم وخاصة في ظل الارتفاع الكبير لأسعار تلك المنظمات سواء الكبيرة منها التي تكفي لمنزل كامل، أو للأخرى الصغيرة المخصصة لتأمين تيارٍ مستقر الجهد لأجهزة معينة كـ “البرّادات” و”المكيّفات”.
ولعل تلك المشكلة، تعتبر المنغّص الأكبر للاستقرار الخدمي الملحوظ الذي تعيشه مدينة حلب مؤخراً، سواء على صعيد المياه أو الكهرباء اللتان تشكلان معاً عصب الحياة في المدينة وخاصة بعد سنوات المعاناة الطويلة التي عاشها الحلبيون خلال فترة الحرب من حيث شح المياه وانعدام الكهرباء، حيث أن الوضع الحالي في المدينة أصبح أكثر استقراراً مؤخراً مع انخفاض عدد ساعات التقنين الكهربائي وانتظام برنامج ضخ المياه المستمر إلى كافة أحياء حلب.
ولم يُنكر من استقصى مراسل “أثر برس” آرائهم، الجهود الجبارة التي يبذلها القائمون على الواقع الكهربائي في مدينة حلب، وخاصة على صعيد إصلاح الأعطال التي تطرأ على المحولات بشكل دائم، إلى جانب عملهم الحثيث لإيصال التيار الكهربائي لما تبقى من أحياء شرق حلب: “إلا أننا نطلب من المعنيين بالكهرباء في حلب، إيجاد الحلول المناسبة الكفيلة بوقف معاناتنا مع ارتفاع وانخفاض قوة التيار التي أصبحت تفرض علينا تكاليف إضافية زادت من أعباء وتكاليف المعيشة المعتادة المترتبة علينا”، وفق ما أوضحه أحد المواطنين.
زاهر طحان – حلب