خاص || أثر برس أفادت مصادر خاصة لـ “أثر برس” من ريف حلب الشمالي، بأن عشرات الآلاف من أهالي مدينة عين العرب الحدودية في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، نزحوا من المدينة إلى وجهات مختلفة، لعدة أسباب تقدمها تصاعد وتيرة العدوان التركي من حيث عمليات القصف باتجاه المدينة.
وأوضحت المصادر بأن حركة النزوح من عين العرب بدأت قبل نحو يومين، في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي كانت دارت على أطراف المنطقة بين “قسد” من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة ثانية، والتي تزامنت مع استهداف المدينة بعشرات القذائف المدفعية من قبل الأتراك.
وبحسب ما أكدته المصادر فإن أكثر من 80% من أهالي عين العرب المدينة، نزحوا منها على مدار الساعات الثمانية وأربعين الماضية، مشيرة إلى أن معظمهم ما يزال في العراء فعلياً نتيجة صعوبة الوصول إلى مناطق آمنة جراء استمرار القصف التركي باتجاه قرى وبلدات ريفي الحسكة والرقة شمال شرق سورية.
كما بيّنت المعلومات الواردة بأن الأهالي الذين نزحوا من عين العرب لم يتمكنوا سوى من اصطحاب متاعهم الشخصي وبعض المؤن، في مشهد أعاد إلى الأذهان حركات النزوح الجماعية التي كانت شهدتها منطقة عفرين مطلع عام 2018 نتيجة العملية العسكرية التي أطلقها الأتراك آنذاك باتجاه المنطقة تحت مسمى “غصن الزيتون”.
وأشارت المصادر إلى أن أسباب نزوح المدنيين من عين العرب ليست مقتصرة على عمليات القصف التركية، حيث لعبت مسألة إخلاء القوات الأمريكية لإحدى قواعدها العسكرية في ريف المنطقة دوراً كبيراً في الضغط النفسي على الأهالي، في حين تمثل السبب الأبرز في مسألة نقص المواد الغذائية وعدم توفر الطحين الكافي لتأمين رغيف الخبز لقاطني عين العرب إلى جانب تدهور الأوضاع المعيشية في المدينة بشكل عام.
وتؤكد المعطيات اقتراب تنفيذ الأتراك لعمليات عسكرية مباشرة تستهدف السيطرة على عين العرب، حيث أفادت مصادر خاصة لـ “أثر برس” بأن القوات التركية أدخلت خلال الساعات الأربعة وعشرين الماضية عدداً من الجسور المتنقلة والتجهيزات الهندسية من معبر” قرقميش” الحدودي إلى مدينة جرابلس، في خطوة تسبق بحسب المؤشرات، نشر تلك الجسور فوق نهر الفرات لتسهيل تدفق المسلحين الموالين لأنقرة من مناطق غرب الفرات كجرابلس والباب وإعزاز باتجاه عين العرب.
يذكر أنه ومنذ اليوم الأول لبدء العملية التركية المسماة بـ “نبع السلام” باتجاه مناطق شرق الفرات السوري، سجلت عمليات قصف مدفعي تركي مكثف باتجاه منطقة عين العرب وخاصة من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها المتمركزين في منطقة جرابلس المتاخمة، ما أوقع أضراراً مادية كبيرة لحقت بقرى المنطقة وخاصة الغربية منها، فيما لم ترد أي معلومات عن وقوع ضحايا بين المدنيين.
زاهر طحان – حلب