وردت لـ “أثر برس” خلال الأيام الماضية، شكاوى بالجملة من قبل عدد من أرباب الأسر في حلب ، حول عدم حصولهم على كامل مستحقاتهم من الدفعة الأولى البالغة كميتها /100/ ليتر من المازوت، مؤكدين وجود نقص في الكمية التي تمت تعبئتها في خزاناتهم.
وتقاطعت جميع الشكاوى الواردة حول مسألة وجود نقص يتراوح بين /10/ إلى /15/ ليتراً من كمية المازوت المعبأة في الخزانات من أصل /100/ ليتراً تم تخصيصها كدفعة أولى لكل عائلة في مدينة حلب.
وأوضح عدد من المواطنين بأنهم فوجئوا لدى سبر خزاناتهم بوجود النقص المذكور، منوهين بأنهم عندما حاججوا أصحاب “الصهاريج” حول تلك المسألة، أتاهم الرد بإنكار وجود أي نقص تارةً، وبإرجاع الأسباب إلى أن النقص هو نتيجة طبيعية للهدر داخل “خرطوم” التعبئة، تارةً أخرى.
وبيّن أحد الأهالي خلال حديثه لـ “أثر برس” ما يحدث أثناء عملية تعبئة المازوت المنزلي في الخزانات بالقول: “نعلم جميعاً أن معظم خزانات المازوت تكون على أسطح الأبنية، والمسافة بين مكان الصهريج في الشارع والخزان على السطح تبلغ عشرات الأمتار، وعدّاد التعبئة في الصهريج يبدأ بعد الليترات الخارجة منه فور دخولها في الخرطوم، أي أن كمية المازوت المار من الخرطوم لحين وصولها إلى الخزان تبلغ أكثر من /10/ ليترات على الأقل، وكل تلك الكمية المحسوبة على المواطن لم تصل إلى خزانه فعلياً وإنما هي موجودة داخل الخرطوم، وهذا يعني أن الكمية في ظل آلية الضخ الحالية لن تصل بكاملها إلى الخزانات”.
شخص آخر أفاد بأن “رزق” أصحاب الصهاريج يتمثل في هذه الكمية المهدورة ضمن الخراطيم، مشيراً، حسب قوله، إلى أن معظم الصهاريج تتمكن من إعادة سحب كمية المازوت التي تبقى في الخرطوم بعد انتهاء عملية التعبئة وإعادتها إلى خزاناتها من جديد، وهذا الأمر يصب في مصلحة السائق الذي يتوفر لديه مع نهاية اليوم فائض من المازوت داخل خزان صهريجه.
وطالب مواطنون عبر “أثر برس” بإيجاد آلية جديدة مناسبة من قبل المعنيين، بما يضمن حق المواطن في الحصول على كميته كاملة دون نقصان، سواء من خلال تعديل عدادات الصهاريج أو عبر تجهيز القائمين على التعبئة بأجهزة “سبر” تقيس الكمية المعبأة داخل الخزان أمام أنظار المواطن وفق آلية معينة تضمن له حقه.
ولجأ بعض المواطنين إلى حلٍ أكثر نجاعة من مسألة تعبئة كمية المازوت في خزاناتهم، ورغم أن الطريقة تعتبر أكثر صعوبة عليهم وتكلفهم مشقة وتعب إضافيين، إلا أنها كانت الأنسب لضمان حصولهم على كامل الكمية، حيث تمثلت الطريقة في تعبئة المواطنين لمخصصاتهم بشكل مباشر داخل “بيدونات” سعة الواحدة منها /25/ ليتراً وبشكل مباشر من الصهريج، وبالتالي تتمثل الكمية المخصصة للمواطن بتعبئة “البيدونات” الأربعة كاملة بغض النظر عن عداد الصهريج.
يذكر أن عملية التوزيع لمادة المازوت المنزلي كانت بدأت قبل نحو شهر من الآن ضمن رقعة واسعة من أحياء مدينة حلب، إلا أن توزيع المادة في حلب ترك عدة إشارات استفهام سواء حول البطء في عملية التوزيع، أو من ناحية تخفيض كمية الدفعة الأولى من /200/ إلى /100/ ليتر فقط، وهي الكمية التي اعتبرها جميع سكان حلب غير كافة على الإطلاق وخاصة مع اقتراب دخول فصل الشتاء.
زاهر طحان – حلب