أثر برس

ميدانيات حلب في عام 2019

by Athr Press G

خاص || أثر برس شهدت مدينة حلب على مدار أيام عام 2019 عشرات الأحداث والمجريات الميدانية الهامة، التي شكل بعض منها منعطفاً كبيراً في مسيرة الأحداث السورية بشكل عام، وفي مدينة حلب على وجه الخصوص.

مدينة حلب:

العنوان الأبرز لعام 2019 في حلب المدينة، كان عمليات القصف العشوائي الذي تعرّضت له الأحياء السكنية من قبل مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” المتمركزين على الأطراف الشمالية والغربية من المدينة، حيث تجاوز عدد عمليات القصف الـ 70 عملية، منها ما تسبب بسقوط ضحايا بين المدنيين و إصابة آخرين بجروح، ومنها ما اقتصرت أضراره على الماديات، وطال ذلك القصف رقعة كبيرة من الأحياء كـ “شارع النيل، الموكامبو، شارع تشرين، مساكن السبيل، الأشرفية، السريان، الحمدانية، حلب الجديدة، منيان، صلاح الدين، سيف الدولة” وغيرها، إضافة إلى مخيم “النيرب” في الريف الجنوبي الشرقي الذي تعرض لقذائف صاروخية أودت بحياة أكثر من 10 مدنيين.

المنعطف الأخطر في عمليات القصف العشوائي التي عاشتها مدينة حلب عام 2019، تمثل في وصول قذائف المسلحين وصواريخهم إلى عمق وسط المدينة والأحياء السكنية المتاخمة له كالجميلية والإسماعيلية، وخاصة خلال شهر رمضان الماضي الذي تعرضت خلاله تلك الأحياء لعدة عمليات قصف عشوائي أدت إلى وقوع إصابات بالجملة بين المدنيين وأضرار مادية كبيرة، ولعل المجزرة الأكبر التي تعرض لها حي الجميلية تمثل في فقدان 11 مدنياً لحياتهم جراء استهداف الحي بالقذائف الصاروخية في شهر نيسان الماضي، فيما سيورد موقع “أثر برس” إحصائية لعدد الضحايا الذي سقطوا جراء الاعتداءات في عام 2019، في تقرير لاحق.

وخلال عام 2019، سُجّلت عشرات الهجمات التي حاول مسلحو “جبهة النصرة” شنّها  انطلاقاً من مواقعهم غرب مدينة حلب، بهدف اقتحام الأحياء الغربية المتاخمة لمناطق سيطرتهم كـ “منيان” و”حلب الجديدة” والأجزاء المتبقية من حي “جمعية الزهراء”، فيما نجح الجيش السوري في إحباط كافة تلك الهجمات رغم استخدام المسلحين لأعداد كبيرة من “الانغماسيين” خلالها، وحافظ على خارطة السيطرة في المدينة دون أن يتمكن المسلحون من تحقيق أي تغيير يذكر عليها.

وفي سياق غير ببعيد عن المجريات الميدانية، عانت مدينة حلب خلال هذا العام من الآثار التي ترتبت على حرب السنوات الخمس التي عاشتها بين عامي 2012 و2016، فشهدت عدة انهيارات لأبنية سكنية في الأحياء الشرقية، في ظل الضرر الكبير الذي ألحقته الحرب بتلك الأبنية، والبداية كانت في شهري كانون الثاني وشباط من خلال انهيار أبنية سكنية في حيي الصالحين والمعادي ما أودى حينها بحياة أكثر من 17 مدنياً، الأمر الذي تحركت في إثره محافظة حلب ومجلس المدينة للبدء بحملة شاملة تستهدف إخلاء الأبنية المتضررة من قاطنيها ونقلهم إلى مساكن إيواء مؤقتة في مناطق أخرى.

ورغم تحرك المعنيين في حلب، إلا أن عام 2019 أبى إلا أن يودع أبناء حلب بمأساة أخرى تمثلت بانهيار بناء في حي المعادي ما أودى بحياة 12 شخصاً وأسفر عن إصابة 3 آخرين، بحسب آخر حصيلة واردة.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً