وافق الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما أمس الأربعاء، أن الوقت حان لتطبيق “حل نهائي ومستدام” للنزاع في سوريا، وخاصة في محافظة إدلب.
ووصف أردوغان، اليوم الخميس، في تصريحات صحفية لوكالة “الأناضول”، محادثاته مع بوتين في مدينة سوتشي الروسية أمس بأنها كانت “صريحة ومثمرة”، “بحثنا أن الوقت حان لتطبيق حل نهائي ومستدام في سوريا، وبالدرجة الأولى في إدلب، وحددنا خارطة طريق سيعتمد عليها وزراؤنا في الدفاع والخارجية”.
وأعرب الرئيس التركي عن التزام أنقرة الثابت بكافة الاتفاقات المبرمة مع روسيا بشأن سوريا، مشدداً على أنه “لا عودة عن ذلك”.
وأشار أردوغان إلى أنه ذكّر بوتين بوجود مكتب لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية في موسكو، والتي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً، مبدياً استعداد تركيا لتعزيز التضامن مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال، في إشارة إلى “حزب العمال الكردستاتي” و”وحدات حماية الشعب”: “يجب تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا بشأن إنهاء وجود تنظيم “بي كا كا/ي ب ك” الإرهابي بسوريا”.
في الوقت نفسه، وجه أردوغان انتقادات شديدة اللهجة إلى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لما تقدمه من الدعم إلى “قوات سوريا الديمقراطية” ذات الغالبية الكردية، وقال: “على الولايات المتحدة مغادرة هذا المكان وتركه للشعب السوري عاجلاً أم آجلاً”.
وأكد أردوغان أنه قد يعقد لقاء مع بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين القادمة في روما، وربما سيعقد لقاء آخر بينهما على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 حول تغيرات المناخ الذي سينظم في مدينة غلاسكو الاسكتلندية في تشرين الثاني، مشيراً إلى أن ذلك “يعني أن ثمة خطوات مبشرة يتم اتخاذها”.
ورفض الكرملين التعليق بشكل مفصل على عن المحادثات بين بوتين وأردوغان بشأن الملف السوري.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحفيين اليوم الخميس أن النزاعات الإقليمية، ومنها سوريا، اتخذت مكانة ملموسة ضمن أجندة المحادثات التي جرت بين بوتين وأردوغان في مدينة سوتشي الروسية أمس.
وتابع: “تم التأكيد على ضرورة تطبيق اتفاقاتهما بخصوص إخلاء محافظة إدلب من العناصر الإرهابية المتبقية هناك، والتي من شأنها أن تشكل خطراً، وقد تتخذ خطوات هجومية معادية ضد الجيش السوري”.
وكان مبعوث الرئيس الروسي والسفير الروسي لدى سوريا، ألكسندر يفيموف، قد أكد خلال أن موضوع التعاون الروسي – التركي في المسار السوري يُبنى دائماً على أساس مبدأ احترام سيادة الدولة السورية.
ونقلت وكالة “رويترز” في 18 من أيلول، عن مسؤول تركي “رفيع”، لم يكشف عن اسمه، أن النقطة الرئيسة على جدول الأعمال لمحادثات بوتين وأردوغان، ستتناول سوريا وبالتحديد إدلب، مشيراً إلى أن “الشروط المنصوص عليها في اتفاق إدلب لم تنفذ بالكامل”.