أثر برس

حماس العائدة إلى الحضن السوري.. هل تصلح الوساطة ما أفسدته الحرب؟

by Athr Press R

مع اختلاف بعض التوازنات الإقليمية المرتبطة بالقضية الفلسطينية بعيد مسلسل التطبيع العربي المتواصل، يتزايد الحديث عن مساعي إيرانية لإعادة إنعاش العلاقات بين دمشق و”حركة حماس”، والتي شهدت قطيعة دامت لسنوات، بسبب موقف الأخيرة من الحرب السورية ودعمها لبعض الفصائل المسلحة التي قاتلت ضد الجيش السوري، بعد عقود من احتضان الدولة السورية للحركة، وفتح مكاتب لها على أراضيها تدير عبرها (المكاتب) أنشطتها السياسية والعسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولعل أبرز ما قيل علانية في جهود الوساطة التي يقودها حلفاء دمشق، هو تصريح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلة مع قناة الميادين اللبنانية قبل أسابيع، حيث قال: “أعتقد أن (حماس) ذاهبة باتجاه ترتيب علاقتها مع دمشق وفق ما يمليه المنطق”.

تصريح الأمين العام للحزب الذي يوحي بنية حماس للتقارب مع سوريا، جاء بالتوازي مع رسائل فسرت على أنها “غزل سياسي” تهمس به حماس في أذن دمشق، بعد إصدار الحركة عدة بيانات متتالية أدانت الغارات “الإسرائيلية” على سوريا، والتي كان آخرها في الخامس عشر من الشهر الفائت.

لكن السؤال في هذه المرحلة، ليس حيال حقيقة إجراء حماس مراجعة ذاتية لمواقفها من السلطة في سوريا، إذ إن أوساط الحركة تؤكد منذ مدة ليست بالوجيزة، رغبة العديد من قيادتها بعقد اتفاق صلح مع سوريا، لإدراكها (أي الحركة) بأن وجودها في إسطنبول، أو الدوحة، أو أي مدينة أخرى، لا يعطيها “وزناً” لوجودها كما في دمشق، وهذا ما تقوله مصادر واسعة الاطلاع على الملف لـ”أثر”، والتي تضيف أن حماس تعلم أنها ليست سوى ورقة للمتاجرة بيد تركيا أو قطر.

ولعل السؤال الأبرز، حين الجزم بنيّة الحركة إعادة ترتيب أوراقها والارتباط بدمشق كما كانت قبل 2011، هو حول موقف دمشق من الحركة اليوم، واحتمالية العودة إلى أي شكل من أشكال العلاقة معها.

تؤكد أوساط مقربة من مراكز القرار في سوريا لـ “أثر” وجود مساعٍ إيرانية لنفخ الروح من جديد في العلاقات “الميتة” بين دمشق و”حماس”، لكن تلك الأوساط تقول إن تلك الوساطات “لم تؤت ثمارها بعد”.

وتوجز المصادر أن المشكلة الرئيسية لدى دمشق، هي أن “حماس” ارتكبت خطأ ترك جرحاً غائراً لدى الشعب السوري، مستذكرةً التسهيلات الكبيرة وغير المحدودة التي كانت تقدمها دمشق لحماس عموماً، ولرئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل خصوصاً، والتي عرّضت القيادة السورية والرئيس الأسد لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة على مدى سنوات، لإخراج الحركة من سوريا، وقوبلت مراراً بالرفض القاطع لخروج حماس من دمشق، أو إغلاق مكاتبها، أو التخلي عنها بصورة ما، وذلك قبل أن تقابل “حماس” كل ذلك بالخيانة.

بالمقابل لم تنفِ المصادر إمكانية الوصول إلى تفاهمات، لكن ليس قبل أشهر مقبلة، ويعتمد ذلك بشكل كبير على المؤتمر الداخلي للحركة الذي سينعقد في آذار المقبل، والذي سينتخب على أساسه رئيس المكتب السياسي الجديد، وهو المنصب الذي يتنافس عليه “إسماعيل هنية” و”خالد مشعل”، ونوهت المصادر إلى أن الكفة تميل لصالح هنية، وهو ما سيعطي دفعة في للوصول إلى تفاهمٍ ما مع دمشق، لتضيف المصادر بالقول: “خالد مشعل غير مقبول أبداً بالنسبة لسوريا ولن يدوس ترابها مجدداً”.

وأنهت المصادر بالإشارة إلى أن لدمشق مصلحة ما بالوصول إلى تفاهم مع “حماس”، ذلك لأن القضية الفلسطينية ليست قضية طارئة بالنسبة للسوريين، ولا تخضع للاستثمار والتبدلات السياسية، ومن منطلق الحرص على المقاومة الفلسطينية، حيث قالت المصادر: “بالنهاية إذا لم نحتضنهم مجدداً، سيذهبون إلى مكان آخر”، وهو ما لا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية في هذا التوقيت الحساس.

وتنقسم حركة حماس إلى تيارين، الأول هو تيار خالد مشعل المقرب من قطر وتركيا، أما التيار الثاني فهو تيار إسماعيل هنية ويعتبر التيار الأقرب لطهران.

وكان موقع “المونيتور” قد نقل في وقت سابق عن مقربين من “حماس” لم يكشفوا عن هوياتهم، أن قيادة “حماس” منعت مسؤوليها والمتحدثين الإعلاميين لديها، من التحدث إلى الصحافة حول طبيعة المفاوضات لتجنب إفشالها، وتحدثت المصادر عن إحراز تقدم ملحوظ في المحادثات حول إحياء العلاقات مع دمشق.

وأشارت المصادر إلى أن هنية اجتمع بهدوء مع أمين عام حزب الله أكثر من مرة في بيروت خلال الأشهر القليلة الماضية، لبحث القضايا التي تمس العلاقات بين “حماس” وسوريا و”حزب الله”.

وتتوقع مصادر “المونيتور” أن يشهد عام 2021 عودة بعض قادة “حماس” إلى دمشق، حيث تعترف “حماس” بالتحديات التي تنتظرها، وتدرك أنهما بحاجة إلى تسوية خلافاتهما.

رضا توتنجي

أثر برس

اقرأ أيضاً