انطلقت اليوم الخميس المرحلة الأولى من المناورات الجوية الروسية- السورية في سوريا، وذلك بالتزامن مع تزايد تبادل الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا المتعلقة بانتهاك بروتوكولات “منع التصادم” الموقعة بين الجانبين في سوريا عام 2015، إلى جانب تزامنها مع مناورات تجريها القوات الأمريكية للفصائل التابعة لها جنوبي سوريا في منطقة التنف، وشرقي البلاد في دير الزور والحسكة.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية بياناً أكدت فيه أنه “تجري القوات الجوية الروسية بالتعاون مع سلاح جو الجمهورية العربية السورية المرحلة الأولى من التدريبات المشتركة، تتم ممارسة سيطرة المجال الجوي في سوريا، ويتم فحص كفاءة نظام الدفاع الجوي التابع للقوات الروسية” مضيفة أن “الطيارين، يشاركون في التدريبات وحدات الحرب الإلكترونية لممارسة رد الهجمات الجوية المفترضة”، ومن المفترض أن تستمر هذه المناورات إلى منتصف شهر تموز الجاري.
وأعلنت موسكو قبل يومين هذه المناورات، في بيانات عدة نشرها مركز المصالحة الروسي في سوريا، تتعلق برصده انتهاكات القوات الأمريكية لمذكرة “منع التصادم” في سوريا، ففي 4 تموز الجاري أعلن مركز المصالحة الروسي أنه تم رصد 14 انتهاكاً أمريكياً في سوريا في يوم واحد، وفي شهر حزيران تم رصد 315 انتهاكاً أمريكياً.
وإلى جانب رصد الانتهاكات، سبق أن حذّر جهاز الاستخبارات الروسي من تحركات غير اعتيادية وهجمات قد تجريها واشنطن في سوريا، إذ أكد مدير جهاز الاستخبارات الروسية الخارجية، سيرغي ناريشكين، في 3 تموز الجاري “أن نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي جيمس ميلوي يقود أنشطة داعش الإرهابية في جنوبي سوريا وفي دمشق”.
مناورات أمريكية
وجاءت هذه المناورات الروسية- السورية المشتركة بعد يوم واحد من مناورات مشتركة أجرتها القوات الأمريكية مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شرقي سوريا وذلك بعدما أنهت مناوراتها المشتركة مع فصيل “جيش سوريا الحرة” في التنف جنوبي سوريا، إذ نشرت “قوة المهام المشتركة الأمريكية” في سوريا، بياناً في موقعها الإلكتروني، أكد أنّ “أفراداً من القوات العاملة في التحالف الدولي، سيجرون تدريبات جوية في محافظتي الحسكة ودير الزور أو بالقرب منهما “للتحقق من أنظمة الأسلحة والحفاظ على كفاءة الطاقم واستعداده”.
رسائل روسية إلى واشنطن و”تل أبيب”
أشارت معظم التقديرات إلى أن روسيا تهدف من هذه المناورات إلى إيصال رسائل إلى كل من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، وفي هذا الصدد أشارت صحيفة “رأي اليوم” إلى التزامن الحاصل بين المناورات الروسية والأمريكية، إذ نشرت: “هذا التتابع بين المناورات الأمريكية مع الجماعات التابعة لها، والمناورات السورية- الروسية تطرح تساؤلات عدة عن الرابط بينها، في ظل ارتفاع وتيرة الحديث عن مشروع أمريكي في الجغرافيا السورية يقوم على ربط قاعدة التنف بمناطق شرقي سوريا حيث نفوذ قوات قسد، والقواعد الأمريكية المنتشرة هناك مع مناطق الشمال إذ تبذل الولايات المتحدة جهداً لتشكيل جماعات مسلحة تابعة لها”.
كما لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى ارتباط هذه المناورات مع ارتفاع وتيرة “الغارات الإسرائيلية” التي تستهدف سوريا باستمرار، إذ نشرت: “مع أن موسكو لم تفصح عن تفاصيل أوسع عن حجم المناورات وطبيعة مشاركة القوات السورية فيها، لكن إشارات المسؤول الروسي إلى الانتهاكات التي تجريها واشنطن في الأجواء السورية، ومسائل تعزيز قدرات الجيش السوري على صد الهجمات الجوية، حملتا إشارات إلى أن المناورات تشكل رداً مباشراً على تنشيط تحركات تل أبيب وواشنطن أخيراً”، مضيفة أن “اللافت في توقيت المناورات الروسية- السورية أنها جاءت أيضاً في وقت تصاعدت فيه وتيرة الغارات الإسرائيلية على مواقع سوريا، وموسكو تفضل تجاهل التعليقات على هجمات الطيران الإسرائيلي سابقاً، لكنها شددت لهجتها في العام الأخير تجاه تل أبيب، وانتقدت مرات عدة الهجمات التي وصفت في حالات عدة بأنها عدوانية”.
وعن احتمال أن تؤدي هذه المناورات دوراً في الحد من “الغارات الإسرائيلية” التي تستهدف سوريا، أشار الخبير العسكري هشام جابر، في لقاء صحافي أجراه مع قناة “المملكة” الأردنية: “سيكون لها تأثير عندما ينفّذ ما يجري في المناورات”.
يشار إلى أن هذه المناورات الروسية- السورية ليست الأولى من نوعها، وكان أبرزها المناورات التي جرت في آذار 2022، إذ أجرت القوات الجوية الروسية- السورية المشتركة مناورات جوية على طول الحدود السورية.