ضاعفت جائحة كورونا أعداد الفقراء في صفوف اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم إلى حد كبير، حيث نُشرت دراسة تم إعدادها من قبل البنك الدولي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكدت أن هناك حوالي 4.4 ملايين شخص في المجتمعات المضيفة وما يقرب من مليون لاجئ سوري و180 ألف عراقي من النازحين داخلياً وقعوا في الآونة الأخيرة في براثن الفقر منذ بداية الأزمة.
ففي الأردن تشير التقديرات إلى أن أزمة جائحة كورونا قد أدت إلى زيادة معدلات الفقر بنحو 38 % في صفوف الأردنيين، و18 % بين اللاجئين السوريين، مع ملاحظة أن أغلب اللاجئين كانوا يعيشون أصلاً تحت خط الفقر قبل تفشِّي الوباء، وفي لبنان، تُعزَى التغيرات في أوضاع الفقر إلى حد كبير إلى ارتفاع معدّل التضخم، وقد زادت معدلات الفقر بنحو 33 % بين اللبنانيين وبنحو 56 % في صفوف اللاجئين السوريين، وفي العراق شهدت المجتمعات المضيفة واللاجئون والنازحون داخلياً زيادات في معدلات الفقر تبلغ 24 %، و21 %، و28 % على التوالي.
كما أظهرت نتائج دراسات أعدتها منظمات حقوقية تابعة للأمم المتحدة أن في لبنان يعجز قرابة 90% من اللاجئين السوريين عن تأمين ما يُعدّ الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة، وفقاً للتقييمات. وبالتزامن، ازدادت مستويات الفقر بين اللبنانيين بنسبة كبيرة أيضاً.
وفي هذا السياق أوضح أيمن غرايبة، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن “الظروف المعيشية للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم تبعث على القلق البالغ، فالتكاليف البشرية للأزمة الراهنة باهظة، وخلَّفت أزمة جائحة كورونا آثاراً سلبية هائلة على رفاه الناس وآفاق مستقبلهم، إذ يضطر البعض لتقليص كميات الطعام التي يستهلكونها، ووصلت ديونهم إلى مستويات لا يمكن الاستمرار في تحمّلها، بينما نسمع أيضاً عن ارتفاع في مستوى عمالة الأطفال، ويجب أن نساعد الفئات الأكثر احتياجاً على الحد من تلك الآثار الفادحة، ويتطلب هذا الأمر توفير مساعدات إنسانية فورية، وكذلك دعم البلدان المضيفة، ولا شك في أن إدراج اللاجئين في الاستفادة من الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم كان مفيداً خلال الأزمة، ومن الضروري الاستمرار في هذا المسار”.
وأضاف تقرير للأمم المتحدة أنه نظراً لوضع هؤلاء الأشخاص الهش أصلاً قبل انتشار الوباء، وجد اللاجئون السوريون والفقراء من مضيفيهم الأردنيين واللبنانيين والعراقيين أنفسهم يفتقرون إلى الوسائل التي تمكّنهم من التكيّف مع الأزمة، مما وضعهم أمام خيارات صعبة.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين السوريين يشكلون أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم، ويعيش نحو 5.6 ملايين لاجئ سوري مُسجَّل في البلدان المجاورة لسورية.