رضا زيدان
تمثل الأحداث المتتالية التي تمر على الساحة السورية مواقفاً مؤثرة يجب الوقوف عندها فمن إعلان الولايات المتحدة دور الأكراد وتسلحيهم في معركتهم القادمة لاستعادة مدينة الرقة من يد تنظيم “داعش”، إلى الحدث الأبرز سياسياً وعسكرياً وهو معركة البادية السورية وتداعياته السياسية.
حيث تابعت القوات السورية وحلفائها تعزيز مواقعها في عمق البادية السورية، مركّزة ضغطها العسكري على محورين رئيسين: هما امتداد طريق دمشق ــ بغداد ومحيط مدينة تدمر، وخاصة الجانب الشرقي، بينما تحشد أمريكا والأدن بالإضافة لفصائل المعارضة قواتها عند معبر التنف الحدودي.
وبالتوازي مع ذلك، بحث لافروف مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في اتصال هاتفي أمس، تطورات الملف السوري.
فمن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأردنية إن الصفدي لفت خلال الاتصال إلى “أهمية وقف إطلاق النار في الجنوب السوري”، مشدداً على أن “الأردن لا يريد منظمات إرهابية ولا ميليشيات مذهبية على حدوده الشمالية”.
فيما رد الطيران الحربي السوري بقصف مواقع لتنظيمي “أسود الشرقية” ولواء “شهداء القريتين” قرب الحدود الأردنية على هجمات للتنظيمين على القوات السورية في البادية، ولأول مرة منذ سنوات.
فإشعال الجبهة السورية الأردنية “مقامرة” خطيرة كما وصفها صحفيون، وقد يكون الهدف منها “تعطيل” اتفاق الأستانة وإعادة الأزمة السورية إلى بداياتها، وليس من قبيل الصدفة، تواتر التصريحات عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيرلسون في واشنطن، حول رحيل الأسد، حيث أكد الوزير القطري، وبعد صمت طويل، أن اتفاق الأستانة ليس بديلا عن هذا الرحيل.
ولم يكن تصريح الرئيس السوري بشار الأسد عبثاً بأن “الأردن ليس بلداً مستقلاً على أي حال، وكل ما يريده الأمريكيون منه سيحدث”.
كما لا يعتقد المحللون السياسيون أن قيادة الأردن تملك قبول أو رفض ما سيمليه الأمريكي، سواء بالتدخل أو عدمه.
من هنا لا يمكن أن ينكر أحد بأن استقرار الأردن يأتي من سوريا، ولكن الأمريكي يهدف لضرب “ثلاثة عصافير بحجر واحد” الأول: ضرب استقرار الأردن، والثاني: دخول سوريا مع روسيا وإيران ليكون له قدم متجددة في الساحة السورية، والثالث: ضرب مؤتمر أستانة وهذا ما لا ترضاه روسيا.