أثر برس

خاص أثر | الانعطاف الغربي – العربي.. اتفاق على بقاء الأسد أم مناورة!

by Athr Press R

غالبية التصريحات الصادرة من السياسيين الخارجيين تتنبأ بانتهاء الحرب في سوريا، ربما لأن الحالة السورية فريدة ولا شبيه لها، فالحرب عالمية  بامتياز في سوريا وكذلك مؤثّرة على دول المنطقة، ففي الحالة السورية لا يوجد شيء اسمه صباح اليوم التالي للحرب، الذي من الواضح أنه لن يأتي، أقله في المدى الزمني المنظور.

قبل شهرين تماماً صرّح آخر سفير أمريكي لدى دمشق روبيرت فورد بأن الرئيس السوري بشار الأسد انتصر في الحرب التي تخمد يوماً بعد يوم.

ويوم أمس قال وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: “إنّ الرئيس السوري بشار الأسد انتصر في الحرب المُستمرّة مُنذ ما يقارب سبعة أعوام”، وذلك في حديث أدلى به إلى موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي.

وتكمن أهمية هذه التصريحات من كونها اعترافاً بأن فرص المشروع الغربي الذي أراد تغيير “النظام السوري” وتقسيم سوريا إلى خمس مناطق على أسسٍ عرقية وطائفيّة، مثلما أفادت دراسة خرائط نشرها مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب أمس الثلاثاء، باتت محدودةً جداً، إن لم تكن معدومة كلياً.

التصريح الثّاني الذي ورد على لسان ليبرمان ولا يَقل أهميّة عن التصريح الأول، حيث قال “أرى طابوراً من دول العالم يُغازل نظام الأسد.. فجأة بدأت هذه الدّول تلهث للتقرّب من الأسد وهذا أمرٌ غير مسبوق”.

أما بالنسبة للمعارضة السورية التي تخلت السعودية وقطر وبعض الدول الغربية عن دعمها مالياً وعسكرياً تبدو اليوم في أسوأ حالاتها لأنها لا تريد أن تقبل ببقاء الرئيس الأسد في السلطة، وهذا ما دفع رئيس هيئة التّنسيق العليا للمعارضة رياض حجاب للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة، ليس بهدف العلاج، وإنّما يأساً وإحباطاً حسب ما أكدته عدة شخصيات معارضة، بعد أن بلغت السعوديّة بكل وضوح منصة الرياض بأنّ عليها القبول بوجود الرئيس الأسد، والأمر بات حَتمياً لا مناص منه.

وكذلك الأمر بالنسبة للمملكة بشكل عام، حيث يُتوقع أن يصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى موسكو في 5 تشرين الأول، وتحمل هذه الزيارة أهمية كبيرة لأنها تحمل إيذاناً بنهاية الحرب في سوريا، لاسيما بعد تصريح الخارجية الروسية بأن هناك وحدة رؤية بين الروسي والسعودي في ملف الحرب السورية.

كل الدول التي راهنت على ورقة المعارضة تعود اليوم واحدة تلو الأخرى لترميم العلاقات مع سوريا، وذلك إما لتغيير مواقفها من الحرب السورية أو لتكون شريكاً في مرحلة ما بعد الحرب “إعادة الإعمار”، وربما هذا ما ستكشفه المؤتمرات الدولية “جنيف- أستانة” التي ستعقد في قريب الأيام.

اقرأ أيضاً