بعد التطورات الميدانية الحاصلة على الحدود السورية – العراقية ونجاح محور دمشق وحلفائها بالسيطرة على معبر التنف تشعر إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها على وشك خسارة الحرب في سوريا، وانتفاء أسباب وجود قواتها وتحالفها الذي شكلته من أكثر من ستين دولة، ولاسيما بعد انكماش تنظيم “داعش” وقرب خسارته للموصل العراقية والرقة السورية، ولهذا تريد الانتقال إلى افتعال معارك مع الحكومة السورية، وخلق ذرائع جديدة لاستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة.
لذلك قررت إدارة ترامب أن تزكي نار الحرب السورية من جديد، فمنذ يومين ادعت أمريكا أن النظام السوري يستعد لشن “هجوم كيميائي” انطلاقاً من قاعدة “الشعيرات” الجوية القريبة من حمص، وقال “شون سبايسر” الناطق باسم البيت الأبيض: “إن المخابرات الأمريكية رصدت تحركات أقدم عليها الجيش السوري في هذا الإطار”.
وفي سياق متصل مهّد ترامب دولياً لما سيحصل في الأيام القادمن حيث أعلن قصر الإليزيه في بيان له يوم أمس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفق مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على أنهما سيعملان معاً لإيجاد ردّ مشترك في حال وقوع هجوم كيميائي جديد في سوريا.
التحشيد الإعلامي في الوسائل الأمريكية وحلفائها العربية بدأ فعلاً، فالصور جاهزة والمسرح يبدو معداً لمسرحية كيمياوية جديدة، تماماً مثلما حدث في نيسان الماضي في مجزرة خان شيخون حيث رفضت أمريكا إرسال لجنة تحقيق دولي مستقلة لأسباب يعرفها الجميع.
ترامب يريد إشعال نار الحرب الدولية على سوريا بعد أن استقرّت لأشهر عديدة لأنه لا يريد استقراراً في الشرق الأوسط، وتفتيت دوله الواحده تلو الاخرى، ابتداء من سوريا، ومروراً بالعراق، وانتهاء بدول الخليج وايران أيضاً، ولكن ضحايا الهجوم الكيماوي الجديد سيكونون منا نحن أبناء الوطن سوريا وهذا هو الأمر المؤسف.