زهراء سرحان
فاجأت بعض أطراف المعارضة السورية المراقبين بإعلانها عن تشكيل وفد موحد لها لحضور مؤتمر “جنيف8 “، في حين كان رئيس”منصة موسكو” قدري جميل قد أعلن أن منصته لن تحضر في المؤتمر بسبب اعتراضها على آلية عمل المنصات الأخرى.
بعد ذلك توجهت المعارضة بوفدها الموحد إلى جنيف8، حيث أشاد المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا بتشكيل هذا الوفد بعد محاولات عديدة لإنهاء الخلافات.
كل ما سبق لم يكن له أي تأثير إيجابي أو دفع لعجلة “جنيف8” ، هذا وقد أكد رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري في مؤتمر صحفي له أن كل ما جرى في المفاوضات يؤكد أن ديمستورا منحاز جداً لطرف المعارضة، وكشف عن ورقة تحوي مجموعة نقاط كان من المفترض أن تكون محور النقاش لكن لم يتم ذلك، مؤكداً أن ديمستورا أخفى الورقة قائلاً: “عندما سألنا ديمستورا عن الورقة أجاب أنها موجودة حية في جيبي فقلنا له من باب المزاح انتبه أن تعضك هذه الحية”.
وأعلن الجعفري حينها أن وفد الحكومة السورية سيغادر جنيف ولن يعود إلا بموافقة دمشق.
لكن المشهد الملفت ميدانياً أنه تزامناً مع إعلان المعارضة عن تشكيل وفدها الموحد، بدأت فصائل المعارضة على الأرض بوقف الاقتتال فيما بينها، حيث أعلنت “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” في إدلب عن توقيع اتفاق مع فصائل معارضة كانت قد اتهمت قياديها بأنهم ينتمون إلى تنظيم “داعش” وكانت قد خاضت معهم ولأكثر من مرة معارك عنيفة راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين.
وبعد استعراض جميع ماسبق وتحليل كل مشهد على حدى، فإن أهم ما نتج عن مؤتمر “الرياض2” بحسب القائمين عليه هو تشكيل الوفد الموحد، وما قام به هذا الوفد هو التنازل عن شروطه شيئاً فشيئاً، حيث أعلن المتحدث باسم الوفد يحيى العريضي أن المعارضة مستعدة للحوار مع وفد الحكومة السورية دون شروط مسبقة وأنها متنازلة عن شرط رحيل الرئيس الأسد عن الحكم.
والوفد الموحد الذي شكلته المعارضة إلى “جنيف8” لم يكن له أي نتيجة سوى أنه أظهر ديمستورا بموقع المنحاز حسب ما وصفه به رئيس وفد الحكومة السورية، واليوم ديمستورا يعلن أن المعارضة السورية لم تعد تتمتع بأي دعم دولي.
وبعد المشاهد السياسية الأخيرة وما واكبها من تطورات ميدانية والخلافات التي وصلت إلى حد الاقتتال الممنهج نرى أنه على الصعيد السياسي ديمستورا أعلن فقدان المعارضة لداعميها، أما الميدان فلا زال يشهد صراعاً بين الفصائل, والآن وبعد 7 سنوات عجاف عاشتها البلاد وما نتج عنها من تدمير وقتل وتهجير،.
تُرى هل تخلى الداعمون عن “الثورة السورية”؟ أم تغيرت أهدافها لتتحول إلى صراع نفوذ فقط؟
أما الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الإنسان السوري وحده ضحية هذه الحرب.