أثر برس

خاص أثر | ترامب والبقرة الحلوب

by Athr Press

ربما يُخطئ القارئ عند قراءة أرقام الصفقات غير المسبوقة والتي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات والتي وقعتها السعودية مع الإدارة الأمريكية.

فإذا بدأنا بالصفقات العسكرية والتي بلغت قيمتها 460 مليار دولار من بينها فقرة فورية التسليم بحدود 110 مليار دولار تشمل منظومة صواريخ “ثاد” المضادة للصواريخ، ومنصات بحرية، وذخائر وقنايل ذكية، والباقي أي 350 مليار دولار، فسيجري تسليمها على مدى السنوات العشر المقبلة، هذا عدا عن الصفقات والاستثمارات المالية السعودية في مشاريع البنى التحتية الأمريكية.

كما أشارت شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية إلى أنها وقعت اتفاقات بقيمة 50 مليار دولار مع شركات أمريكية، وقال وزير الطاقة خالد الفالح: “إن إجمالي الصفقات مع جميع الشركات يتجاوز 200 مليار دولار وإن العديد منها يستهدف توطين تصنيع منتجات كان يجري استيرادها”.

ناهيك عن المساعدات البيضاء التي قدمتها السعودية والإمارات لصندوق ايفانكا ترامب لدعم عمل المرأة والتي بلغت قيمتها 100  مليون دولار بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

​نعم، في أيار عام 2015 وصف ترامب، السعودية بـ”البقرة الحلوب”، معتبراً أنها ذهباً ودولارات وطالب السعودية بدفع ثلاثة أرباع ثروته كبدل عن الحماية التي تقدمها القوات الأمريكية لها داخلياً وخارجياً ودفعت السعودية المباغ كاملاَ مع “حبة مسك”.

لكنَّ ثمة سبباً آخر لأهمية السعودية بالنسبة لترامب فقد قالت مجلة “بلومبيرج”: “إنَّ المملكة تفكر في عقد استثمارات بقيمة 40 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية ويريد ترامب إنفاق تريليون دولار على تحسين البنية التحتية الأمريكية، ومما لا شك فيه أنَّ هذا المال السعودي سوف يساعده على تحقيق هدفه ذاك”.

إذا كانت هذه الزيارة الأولى لترامب إلى الشرق الأوسط فكيف ستكون الزيارات القادمة؟ والتي من الممكن أن تفلس المملكة السعودية، نعم إنها زيارة “سوبر تاريخية” وغير مسبوقة أيضاً، فإذا كانت كل هذه الصفقات العسكرية وأرقامها، لا تحقق التفوق العسكري السعودي في منطقة الشرق الأوسط، ولا تكسر احتكار “إسرائيل” له، فمعنى ذلك أنها أسلحة خالية الدسم، فالصفقات لا تضم طائرات حربية مثل “إف 35” التي حصلت عليها “إسرائيل” قبل سنوات عدة.

من المؤكد أن ترامب لا يبالي بالانتهاكات الضخمة لحقوق الإنسان في اليمن وربما يكون أسهل بكثير عندما يكون أولئك الذين يبيعونك الأسلحة لا يبالون بكيفية استخدامك لها، ما دامت السعودية تدفع ثمن ذلك، وهذا كله تحقيقاً لشعار أمريكا أولاً.

اقرأ أيضاً