أثر برس

خاص أثر| جوبر: خفايا لم تُكشف من قبل.. دقّت ساعة الصفر!

by Athr Press

 

لم يكن فجر العاصمة دمشق هذا اليوم كسابقاته، إذ ملأت سحب الدخان سماء حي جوبر، معلنةً معركة قد تكون –منقطعة النظير- لم تشهدها جبهات ذاك الحي من قبل، ما حدث يشير بطريقة أو بأخرى إلى أن القوات السورية اتخذت خيار الحسم بشكل جدي وغير قابل للتراجع.

على مقلبٍ آخر، ربما يُفضي هذا الخيار إلى الضغط على مقاتلي المعارضة المتمركزين في حي جوبر، بغية إجبارهم على الرضوخ لبنود التسوية التي طالما نُفذت في أغلب مناطق النزاع في دمشق وريفها، من داريا والمعضمية إلى قدسيا والتل وصولاً إلى حيي برزة والقابون، وغيرهم من المناطق.


جوبر.. جغرافيا

يقع حي جوبر شمال شرق دمشق، يبعد عن ساحة العباسيين نحو 7 كلم فقط، كما أنه يعتبر بوابة الغوطة الشرقية نحو مدينة دمشق، فضلاً عن أنه شريان اقتصادي هام لها.


من هم مقاتلي جوبر؟

حسب مصادر ميدانية، ينتشر في حي جوبر أكثر من 3000 مقاتل، جلهم يتبعون لـ “جبهة النصرة”، وبعضهم لـ “فيلق الرحمن”، وما تبقى لفصائل أخرى.

لاشك أن كثرة المقاتلين واختلاف توجهاتهم ومصادر دعمهم، أدت إلى نشوب خلافات ونزاعات فيما بينهم، أسفرت مؤخراً عن اشتباكات امتدت لشتى مناطق الغوطة الشرقية، وأودت بحياة المئات منهم، فضلاً عن الخسائر المادية الفادحة.


الثلاثاء 20-6-2017.. ماذا حدث؟

بشكل مباغت، شنت القوات السورية عملية عسكرية تحت مسمى “إن وعد الله حق” ضد مقاتلي المعارضة المتمركزين في حي جوبر، انطلاقاً من محوري عين ترما جنوباً وزملكا شمالاً.

في تمام الساعة الـ 5:15 صباحاً، نفذت القوات السورية أولى ضرباتها المدفعية تجاه مواقع تابعة لـ “فيلق الرحمن” في شارع “الأخوان فليفل” الاستراتيجي والذي يصل بين حي حوبر من جهة ووادي عين ترما وزملكا من جهة أخرى.

في تمام الساعة 6:00 صباحاً، شنُت أولى الغارات الجوية من قبل سلاحي الجو السوري والروسي معاً، تجاه مواقع تابعة لـ “جبهة النصرة” في عمق حي جوبر وتحديداً في سوق الأصمعي وصولاً إلى حارة الصوان.


خُطة “قطع الأوصال” تقلب الموازين!

واقع المعركة يشير إلى أن القوات السورية تعمد إلى اتباع تكتيك “قطع الأوصال”، ولاسيما مع قصفها اليوم للجسور الواصلة بين الأحياء، وطرقات الإمداد الرابطة بين جوبر وعين ترما والتي تعتبر الشريان الرئيسي لها وخصوصاً بعد حسم معركة القابون، الأمر الذي سيشتت مقاتلي المعارضة ويفصلهم عن بعضهم البعض.

وكانت القوات السورية استخدمت هذا التكتيك في عدد من معاركها السابقة، ولاسيما في معاركها سابقاً غرب العاصمة، إلى أن رضخ مقاتلي المعارضة حينها إلى قرار التسوية.

أيضاً، نُفذت رمايات نارية باتجاه مقرات الفصائل ونقاط العبور وبعض المشافي الميدانية، فضلاً عن تدمير عدد من مرابض الهاون ومنصات الصواريخ التي كانت تُستهدف الأحياء السكنية في العاصمة دمشق.


معارك جوبر تُشعل حرباً إلكترونية!

ناشطون معارضون ناشدوا عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي باقي الفصائل بمساندة مقاتلي جوبر، داعين إياهم إلى فتح جبهات الريف الدمشقي كافة بغية الضغط قدر المستطاع على القوات السورية.

بالمقابل، أطلق ناشطون موالون تغريدات يحثون خلالها القوات السورية إلى الثبات والاستمرار في معركته ضد مقاتلي المعارضة في جوبر، واصفين هذه المعركة بأنها “ثأر دمشق التي عانت ما عانته من القذائف الحاقدة” على حد تعبيرهم.

 

يذكر أن أحياء العاصمة دمشق سجلت على مدى سنوات الحرب السابقة سقوط مئات القذائف الصاروخية مصدرها مقاتلو المعارضة المتمركزين في حي جوبر، قضى على إثرها عشرات المدنيين وأصيب المئات، جلّهم من النساء والأطفال، فضلاً عن الخسائر المادية التي لحقت بممتلكاتهم.

 

 

اقرأ أيضاً