أثر برس

خاص أثر| خفايا لم تُكشف من قبل.. هجوم "مفاجئ" يُحضّر في ريف حماة!

by Athr Press

على وقع تراجعها في جبهات البادية السورية، تعمد التنظيمات المسلحة على اختلاف مسمياتها، بدعم أمريكي، إلى فتح معارك ربما تكون حامية الوطيس في الجبهات الوسطى، وتحديداً في ريف مدينة السلمية الكائنة شرق حماة وسط سوريا.


المعارك المرتقبة.. عبثٌ أم هدف؟

معلومات استخباراتية أكدت أن المعارك المُزمع إطلاقها في الأيام القليلة القادمة، تهدف بشكل رئيسي إلى قطع طريق الإمداد بين حلب ودمشق، عبر فتح باب المواجهات في طريق أثريا-الشيخ هلال المحاذي لريف السلمية في ريف حماة، والذي يُعد خط إمداد استراتيجي لا يستهان به.

لاشك أن توقيت المعارك لم يأت عن عبث، وإنما تزامناً مع العمليات التي بدأتها القوات السورية في جبهات البادية السورية، ولاسيما أن هذه القوات باتت تتقدم بشكل لافت نحو معبر التنف على الحدود العراقية السورية.

منطقياً، المشهد يشير إلى أن واشنطن تسعى تشتى الوسائل إلى الضغط على القوات السورية، بغية تشتيت انتباهها وإبعادها عن التركيز في معارك البادية التي تشكل نقطة استراتيجية فائقة الأهمية بالنسبة للقوى المسيطرة والمتقدمة فيها.


ميدايناً.. ماذا يحدث؟

المعلومات تشير إلى ان الولايات المتحدة لم تتوقف حتى اللحظة عن تقديم كافة أنواع الدعم اللوجستي، حيث أن الطيران الأمريكي قام أمس بإنزال 3 مظلات تحمل أجهزة تشويش على مناطق انتشار تنظيم “داعش” في الرقة، إذ تم عقب ذلك نقل هذه الأجهزة إلى ريف السلمية الشرقي، بغية التشويش على الاتصالات ورفع فاعلية التنصت.

هذه المعطيات تنبئ بأن هناك عملية عسكرية تتحضر باتجاه مدينة السلمية، الأمر الذي سيؤثر حتماً على طريق حلب-دمشق، وهو الهدف الرئيسي من المعركة كما ذُكر أعلاه.

من المتوقع أن تجري العملية المذكورة بتنسيق بين مسلحي “جبهة النصرة” المتمركزين في ريف السلمية الغربي وعلى الجهة الغربية من طريق أثريا-الشيخ هلال، ومسلحي “داعش” المتمركزين في ريف السلمية الشرقي.

من الواضح أن هناك عدة هجمات ستنطلق باتجاه عدة محاور بآن واحد، ستبدأ بقصف صاروخي كثيف، ومن ثم اقتحام بالمفخخات من جهتين، الأولى من الجهة الشرقية للسلمية والتي تُعد خاصرة رخوة للمنطقة، والثانية من جهة الشيخ هلال بغية قطع طريق أثريا انطلاقا من العلباوي.

عقب ذلك، يبدأ التحرك واقتحام الجبهة الغربية للسلميةً من عدة نقاط، أبرزها السطحيات ومحيطها، على طريق حمص-السلمية، الأمر الذي سيزيد الضغط على القوات السورية المتمركز في مدينة السلمية ومحيطها.


هجوم “عقارب الصافي” تمهيدٌ أم ماذا؟

جميعنا يذكر ما حدث في ريف السلمية الشرقي فجر يوم الخميس، إذ قضى حينها أكثر من 50 شخصاً بينهم نساء وأطفال وأصيب نحو 125 آخرين جراء هجوم شنه تنظيم “داعش” على القرى الشمالية الشرقية لمدينة السلمية.

منهم من قضى جراء سقوط قذائف صاروخية على الأحياء السكنية في المدينة، ومنهم من قضى جراء رمايات نارية نفذها مسلحو “داعش عن قرب في قرية عقارب الصافي، حين دخل إلى أطرافها في بداية هجومه.

هذا الهجوم نُفذ بشكل مباغت من محاور “عقيربات، سوحة، أم ميل، وخطملو” باتجاه قريتي أم التوت وعقارب الصافي، الأمر الذي قوبل بكثافة نارية منقطعة النظير أجبرت المهاجمين على الانسحاب.

يبدو أن هجوم “عقارب الصافي” كان حسب المصطلح العامي “جس نبض” لمدى التأهب أو الرد الذي يمكن أن يحصل في حال الهجوم على مدينة السلمية في إطار تنفيذ المخطط المذكور أعلاه.


معبر التنف.. فوبيا واشنطن!

تتقدم القوات السورية بمسنادة حلفائها بشكل متسارع في منطقة البادية السورية، بهدف تأمين الحدود العراقية- السورية، عبر الوصول إلى معبر “التنف” الحدودي.

التقدم هذا يبعد واشنطن عن موقع “اللاعب القوي” في الحرب الدائرة، ولاسيما أن تقدم القوات السورية في البادية يؤثر بشكل سلبي على القوات الأمريكية العاملة في المنطقة، إذ أن أغلب فصائل المعارضة المقاتلة في البادية تحظى ردعم أمريكي بحت.
أيضاً، تخشى واشنطن من إتمام أي اتصال بري بين دمشق وبغداد، ولاسيما أن هذا الاتصال يعزز من قوة التنسيق بين القوات السورية من جهة وقوات الحشد الشعبي العراقية من جهة أخرى.

كل هذا سيدفع واشنطن إلى اللعب على عدة جبهات، ولاسيما جبهة ريف حماة الشرقي –كما أشارت المعلومات الواردة أعلاه- بغية الضغط على القوات السورية، إلا أن بعض المراقبين يرجحون أن تكون هذه الورقة “الأخيرة” في معادلة “الصراع”.

في سياق الحديث عن مساعي واشنطن، جدير بالذكر أن الطائرات الأميركية عمدت يوم الخميس إلى تنفذ غارة جوية استهدفت خلالها إحدى النقاط العسكرية التابعة للقوات السورية، الأمر الذي أودى بحياة 5 عسكريين على الأقل، فيما أصدرت السلطات السورية بياناً استنكرت خلاله الغارة المذكورة واصفة إياها بـ “الاعتداء السافر”.


علناً.. واشنطن تخوض معاركها بأذرع “متطرفة”!

ساعة تلو الأخرى، تتضح وبشكل علني ملامح بعض التنظيمات الجهادية المقاتلة على الأراضي السورية مثل تنظيمي “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”، ولاسيما أن هذه التنظيمات تخوض معاركها بالتزامن مع الأوراق السياسية التي تضغط من خلالها واشنطن لعى باقي الأطراف في أروقة السياسة، أو حين تعمد القوات الأمريكية إلى التقدم في مكان ما.

المعادلة هذه تشير بطريقة أو بأخرى إلى مدى الارتباط الوثيق بين الأداة المتمثلة بتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، والمُشغلين الإقلميين وعلى رأسهم واشنطن!.

 

يبدو أن الأيام القليلة القادمة ستقلب واقع الميدان رأساً على عقب، أو ربما ستقلب موازين القوى، ولاسيما أن القوات السورية باتت اللاعب الأقوى في معادلة الصراع، وخصوصاً بعد التقدم في البادية من جهة، والتقدم في عدة جبهات حساسة.

 

 

اقرأ أيضاً