أثر برس

خاص أثر | مشروع تركي – روسي للسيطرة على مناطق الشمال السوري

by Athr Press R

تشن تركيا هجوماً عنيفاً على مناطق شمال سوريا ولاسيما عفرين وتل رفعت ذات الغالبية الكردية، مستفيدة من مساندة قوى دولية وفصائل مسلحة سورية، وبالنظر إلى توقيت الإعداد لهذا الهجوم لن يكون خافياً على أحد أنه جاء مع بداية عقد مؤتمر أستانة مروراً بـ”جنيف7″، بالإضافة إلى أن الهجوم جاء مع احتدام معركة “قوات سوريا الديمقراطية” ضد “داعش” في الرقة.

وإذا نظرنا إلى الخارطة السورية بشكل عام يمكننا استنتاج تقاطع المصالح بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا في الهجوم على عفرين، فلدى روسيا مصلحة في هجوم تركي على عفرين وتعتقد أن هجوماً برياً واسعاً على تلك المناطق سيجبر “وحدات حماية الشعب الكردية” على الرضوخ والارتماء في أحضان روسيا لجرّهم إلى تنازلات وتحويل عفرين إلى مناطق ذات نفوذ روسي في الشمال السوري وخاصة أن روسيا تعتبر حالها سيدة على المناطق الواقعة غرب الفرات، وهذا كان واضحاً عقب إسقاط طائرة حربية تابعة للحكومة فوق الطبقة من قبل “التحالف الدولي” لمحاربة “داعش”، حينها صرحت روسيا أنها ستعتبر أي جسم طائر غرب الفرات هدفاً مشروعاً.

لدى روسيا مصلحة مشتركة مع تركيا في هذا الهجوم فتوقيته جاء بالتزامن مع العملية التي تخوضها “قوات سوريا الديمقراطية” في الرقة ضد تنظيم “داعش”، حيث تحقق “القوات” انتصارات سريعة هناك، وهذا ما يضعفها حيث تفتح جبهتين في آن واحد ضد تركيا من جهة وضد”داعش” من جهة أخرى.

وفي وقت سابق صرّح عضو اللجنة القيادية لـ”حزب العمال الكردستاني” مراد قره يلان: “من غير الممكن أن تشن الدولة التركية مثل هذه الهجمات بدون علم وقبول روسيا”.

أما ارتباط جنيف 7 بالهجوم التركي على الشمال السوري ذو الأغلبية التركية، جاء على لسان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، حيث شدد اليوم الثلاثاء على ضرورة مشاركة الأكراد في صياغة دستور البلاد، كونهم مكون من مكونات الشعب السوري، ولم يعلّق دي ميستورا على استهداف تركيا للأكراد.

تسعى تركيا إلى منع قيام أي مشروع مستقل للأكراد على حدودها، فحملة “سيف الفرات” التي أطلقتها تركيا تسعى للسيطرة على الخط الممتد بين اعزاز وجرابلس، وهي منطقة دائماً نصب أعينهم ويتطلعون إلى تحريرها في كل وقت وفي كل خطوة يخطونها، فهل سيتم ذلك برعاية تركية – روسية أم لا؟ هذا ما ستثبته الأيام القادمة.

اقرأ أيضاً