شن مسلحو “جبهة النصرة” فجر اليوم هجوماً عنيفاً على مواقع تابعة للقوات السورية في حي المنشية الكائن في درعا البلد، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة تخللها رمايات مدفعية متبادلة.
في غضون ذلك، نفذ سلاح الجو السوري سلسلة غارات استهدف خلالها مواقع “النصرة” والفصائل المتحالفة معها في الأحياء المتاخمة لحي المنشية، وتحديداً أحياء “الكرك، العباسية، والأربعين”.
لم تقتصر الاستهدافات على النقاط العسكرية المتوزعة في الجبهات فقط، وإنما طالت المدنيين في أحيائهم السكنية، إذ شهد حي السحاري الكائن في درعا البلد سقوط أكثر من 23 قذيفة صاروخية مصدرها مسلحو “جبهة النصرة”، أسفرت عن إصابة نحو 7 مدنيين بينهم امرأتين وطفل.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يطرأ أي تغيير على خارطة السيطرة، مع الإشارة إلى أن حدة المواجهات انخفضت نسبياً عن ما كانت عليه صباح اليوم، إذ أنها تقتصر حالياً على الرمايات النارية المتبادلة.
لا يوجد أي معلومات رسمية تُحصي حجم الخسائر التي نجمت عن الاشتباكات المذكورة، إلّا أن بعض الناشطين تحدثوا عبر موقع تويتر قائلين: “إن تنظيم جبهة النصرة غامر في هذا الهجوم، ولاسيما أنه تكبد خسائر فادحة أمام ضربات القوات السورية” على حد قولهم.
اللافت في الأمر أن النقاط التي انطلق منها هجوم “جبهة النصرة” فجر اليوم تدخل ضمن اتفاق “مناطق خفض التوتر”، الأمر الذي يُعد خرقاً واضحاً للاتفاقية التي أبرمت بموافقة المجتمع الدولي.
لحي المنشية أهمية استراتيجية لا يستهان بها، ولاسيما أنه يطل على وادي الزيدي الفاصل بين درعا المحطة ودرعا البلد، فضلاً عن أنه يُشرف على جمرك درعا القديم، لذا يعتبر هذا الحي البوابة الرئيسية نحو مدينة درعا بالكامل.