شهدت منطقة الجزيرة السورية خلال الأيام الأخيرة الفائتة تصعيداً لافتاً، فمن جهة تعرضت قاعدة خراب الجير التي يوجد فيها قوات أمريكية شمالي الحسكة لاستهداف بطائرة مسيرة خلّف إصابات بين الأمريكيين، ومن جهة أخرى شنت قوات العشائر العربية قبل يومين هجوماً واسعاً استهدف مقرات وتحركات “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بريف دير الزور.
وتشير التحليلات إلى أن هذا الأحداث مرتبطة مع بعضها ولا تنفصل عن التوتر الذي يشهده الشرق الأوسط بعد الاغتيالات التي نفذها الكيان الإسرائيلي في كل من طهران وبيروت والرد الإيراني المرتقب، وفي هذا الصدد أشارت شبكة “CNN” الأمريكية إلى أن استهداف خراب الجير جاء بعد أيام من استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية شمالي العراق، لافتة إلى أنه “يأتي الهجومان الأخيران وسط توترات متزايدة في الشرق الأوسط، حيث تستعد الولايات المتحدة للرد الإيراني على إسرائيل بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، الأسبوع الماضي”.
كما أشار المحلل السياسي الدكتور أحمد الدرزي، في مقال نشره موقع “الميادين نت” إلى أن ما حصل بعد السابع من أكتوبر من عمليات إسناد لاقتها المقاومة الفلسطينية من العراق واليمن ولبنان، وحالة الانتظار للرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، أفرز واقعاً جديداً في المنطقة موضحاً أن “هذا الواقع في سوريا لا ينفصل عن إطار الصراع بمستوياته الثلاث محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو بطبيعة الحال ينطبق على ما يحصل في منطقة الجزيرة السورية وفي مناطق شمال غربي سوريا وفي جنوبها”.
وفيما يخص المواجها بين “قسد” وقوات العشائر العربية، لفت الدرزي، إلى أنه “لا يمكننا النظر إلى المعارك والمواجهات التي اندلعت من جديد في مناطق دير الزور شرق الفرات إلا توسيعاً لرقعة المواجهات، وإعادة منطقة الجزيرة السورية إلى ساحات المواجهة من جديد”.
بدوره، علّق المحلل سعد الشارع، في مقال نشره موقع “العربي الجديد” على الاشتباكات بين قوات العشائر العربية و”قسد” بالإشارة إلى أنه “خلال الفترة الماضية، جرى ترتيب صفوف هذه المجموعات العشائرية، ونشرها على طول ضفة النهر من شرق مدينة دير الزور وحتى مدينة البوكمال، وذلك على امتداد نحو 100 كيلومتر، ومع المعركة الأخيرة، عبرت مجموعات من مقاتلي العشائر إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات، بنيّة السيطرة، باتجاه بلدة ذيبان” لافتاً إلى أن “بلدة ذيبان لا تبعد سوى عشرة كيلومترات عن حقل العمر النفطي، وهو أهم القواعد الأمريكية في سوريا، قائلاً: “الاشتباكات لم تصل إلى حدود الحقل، لكن دارت في محيطه، غير أن مقاتلي العشائر يريدون تحييد الدور الأمريكي، وذلك كان واضحاً من خلال الخطاب الذي استخدمته العشائر منذ المعركة الأولى العام الماضي، بالمطالبة بدور إيجابي للقوات الأميركية، لضمان حقوق المكون العربي الذي يشكل غالبية المنطقة”.
يشار إلى أنه أكد مسؤول أمريكي أن استهداف قاعدة خراب الجير خلّف إصابات بين العسكريين، كما جاء هذ الاستهداف بعد يومين من بدء هجوم قوات العشائر على مقرات “قسد”.