خاص|| أثر برس تكررت في الآونة الأخيرة الشكاوى حول واقع رغيف الخبز الذي يعد (خطاً أحمر) يجب ألا يتم تجاوزه، وما يرافقه من سوء في جودته، والنقص بالوزن، ناهيك عن تحكّم المعتمدين بهم.
حيث اشتكى لـ “أثر” أهالٍ من دمشق وريفها من مشكلات متعددة بواقع الخبز، وغالبية الآراء أشارت إلى وجود فروقات شاسعة لجهة تحسّن الجودة في معظم المخابز، باستثناء البعض الذي نوه لوجود تحسن ولكن ليس بشكل يومي.
وأشار البعض إلى أن المعتمدين لهم الأولوية عند القائمين على العمل بالأفران، على حساب المنتظرين على دورهم بالفرن، علماً أنه بات معلوماً لدى الأغلبية العظمى متاجرة البعض من المعتمدين بالخبز في ظل غياب الرقابة، فضلاً عن الازدحام الحاصل لتأمين مادة الخبز.
رائحة وطعم غير مستساغ:
خلال تتبع “أثر” لواقع الخبز في ضاحية الأسد بريف دمشق، لفت الأهالي إلى أنه منذ فترة، ونوعية الخبز سيئة من حيث الجودة والطعم والوزن، إذ يوجد رائحة وطعم غير مستساغ فيه، والحموضة واضحة بشكل كبير، ناهيك عن النقص بالوزن سواء بعدد الأرغفة أو بحجمها.
كذلك شكاوى كثيرة وردت من أهالي الحسينية وخاصة بعد تخصيص الفرن الاحتياطي للمعتمدين، والأكثر من ذلك فقد تم نقل المركز المخصص لبيع الخبز من جانب موقف السرافيس إلى آخر الحسينية، ما شكّل عبئاً إضافياً على الأهالي لأن المسافة بعيدة عنهم، ما يشير إلى وجود مساعٍ لعدم حصول الغالبية على الخبز، ما يؤمن للمستفيدين من بيع الخبز كميات إضافية للمتاجرة بها، كما تم إغلاق فرن المشروع القديم بحجة الصيانة، واقتصار فرن (أبو سعيد) على بطاقات ريف دمشق، علماً أن جزءاً من الحسينية يخدّم من محافظة دمشق، وقسم من محافظة ريف دمشق، وآخر من محافظة القنيطرة، واللافت بالأمر أن الخبز متوفر على السعر الحر لدى البعض من الناس وبأسعار متفاوتة، فمنهم من يبيع بـ 5000 ليرة الربطة الواحدة، ومنهم من يبيع بـ 7000 ليرة.
كذلك وردت شكاوى عن عدم وجود مخابز في منطقة الشيخ محي الدين بدمشق، حيث كان يوجد مخبزان تم إغلاقهما من قبل أصحابهما، إضافة لشكاوى تؤكد أن جودة رغيف الخبز تختلف من مخبز لآخر، وحتى بين المخابز العامة والخاصة.
نتيجة الأعطال الفنية:
مصادر في مخابز ريف دمشق أكدت لـ “أثر” أن المخابز التابعة للمؤسسة العامة للمخابز تنتج الخبز بمواصفات ونوعية جيدة في 90% منها، وإن وجدت أي إشكالات فذلك يعود لوجود خلل في أداء القائمين على المخبز، أو لوجود عطل فني.
أما بالنسبة لسوء جودة الخبز في ضاحية الأسد، فترى المصادر أنه ناتج عن وجود بعض الأعطال الفنية في الآلات، فتعرض أي آلة للعطل، يحتاج إلى فترة زمنية للصيانة والإصلاح، وربما تكون في هذه الفترة تم تحضير العجين بعد تخميره، ولكن نتيجة العطل الفني يتخمّر العجين بشكل كبير، وبالتالي يؤثر ذلك على الجودة والطعم، لأنها تجاوزت المدة المحددة التخمير.
وأكدت المصادر أن الأفران العامة تنتج خبزاً بوزن 1100 غرام، بينما الأفران الخاصة و(فرن ضاحية الأسد خاص) ربما لا يلتزمون بالوزن، فيما تنتج بعض الأفران الخاصة خبزاً بمواصفات غير جيدة ووزن لا يتجاوز في أغلبه 800 غ للربطة الواحدة.
وفيما يتعلق بالازدحام على الأفران العامة، وإحجام البعض عن المخابز الخاصة، فاعتبرت المصادر هذا مؤشر ثقة الأهالي بالمخابز العامة من حيث الجودة والوزن، إضافة لارتفاع أسعار المخابز الخاصة، داعياً الذين يتعرضون لاستغلال من قبل معتمدي الخبز ولاسيما من ناحية عدم الالتزام بالتسعيرة الرسمية، ضرورة إبلاغ مديريتي التموين أو المخابز، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
وتابعت المصادر حديثها مع “أثر” مبينة أن تجربة بيع الخبز عبر المعتمدين، لها إيجابيات متنوعة، إذ خففت من معاناة الناس من الوقوف الطويل عند الأفران، وأي شكوى ترد على المعتمدين الذين يتلاعبون بالسعر والوزن تتم مخالفته وإلغاء التعاقد معه، مشيراً إلى وجود الكثير من الضبوط التي تنظمها التموين بحق المخالفين.
المنطقة مخدّمة:
بدوره مدير فرع السورية للمخابز في دمشق المهندس دريد الحمدان بيّن لـ “أثر” أن منطقة الشيخ محي الدين مكتفية بما يخص الخبز التمويني، وذلك مع وجود 7 مراكز للتوزيع يومياً، موضحاً أنه يوجد كشك في منطقة العفيف، كما تم إحداث كشك آخر موقف الباص مقابل جامع الحاجبية، إضافة لوجود كشك المصطبة أول حي المهاجرين، كذلك توجد صالة للسورية للتجارة على دوار الجبة، وصالة العفيف جانب الشيخ محي الدين، ويتواجد الخبز في منطقة شورة، وصالة الحنابلة، وبطاقات استيعابية قادة أن تغطي حاجة أهالي المنطقة من الخبز.
ونوه بأن لدى المؤسسة خطة لتحديث جميع المخابز، وتطوير منظومة صنع الخبز، وضمان توفير رغيف مطابق للمواصفات القياسية والصحية ، مبيناً أن عملية إنتاج الخبز تعتمد على ثلاثة عوامل، وهي القمح وخطوط الإنتاج والمحروقات، وتسعى المؤسسة إلى توفيرها، إلا أن خطوط الإنتاج لا تملك نفس القدرات في تصنيع الخبز بنفس المستوى، لذا هناك فروقات بالنوعية.
لينا شلهوب – دمشق وريفها