رأى الدكتور عبد المجيد عبد اللطيف الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية إن إخلاء حي الوعر في مدينة حمص بوسط سوريا من مقاتلي المعارضة يفتح المجال أمام إنجاز مزيد من المصالحات في ريف حمص المجاور.
وذكر عبد اللطيف لوكالة سبوتنيك “أنه بانتهاء عملية إخراج مقاتلي المعارضة من حي الوعر يمكن القول بأن حمص كمدينة باتت محررة وآمنة تماماً، الأمر الذي سيعطي أهمية قصوى لاستقرار أكبر محافظة في سوريا وهي حمص التي تبلغ مساحتها أكثر من 42 ألف كيلومتر مربع”.
وأضاف: “حمص هي المنطقة الوسطى وواسطة العقد بين الشمال والجنوب السوري، ولا شك أن إتمام هذه العملية سيمهد للبدء في إنجاز المصالحات في الريف الحمصي المجاور ذلك أن المقاتلين المتمركزين في تلبيسه والرستن والدار الكبيرة والغنطو والحولة، باتوا يشعرون بأن الخطر سيداهمهم ويعلمون أن القوات السورية تمتلك الإرادة والقوة لتحرير كامل ريف حمص الشمالي ويعلمون أيضاً أن مقاتلي الوعر كانوا في وضع أفضل منهم بكثير سواء للموقع الذي كانوا يتمركزون فيه أو لجهة العتاد والسلاح الذي كانوا يمتلكونه، إضافة إلى أنهم كانوا يتخذون من السكان المدنيين درعاً بشرياً في وجه تقدم القوات السورية إلى عمق الوعر ومع ذلك خرجوا مرغمين حتى لو كان خروجهم من الوعر تم تحت غطاء المصالحة الوطنية”.
وأعرب عن اعتقاده “بأن هؤلاء المقاتلين سيكونون مرغمين على القبول بمبدأ المصالحة الوطنية مع الدولة وخروجهم من الريف أو تسوية أوضاع بعضهم والعودة إلى حضن الوطن سيما إذا علمنا أن بعضهم ينتمي لسكان حمص وريفها، باستثناء المقاتلين الأجانب الذين يرفضون المصالحة وبالتالي قد يخرجون إلى الشمال السوري بإدلب أو جرابلس”.
ولفت عبد اللطيف إلى دور روسيا في إنجاز عملية إخلاء الوعر من السلاح والمسلحين، حيث قال: “لا ننكر هنا الدور الكبير الذي لعبه الجانب الروسي في إنجاز هذه المصالحات وأعتقد أنه لولاه لما تم التوصل إلى ما وصلنا إليه ويعود سبب ذلك في نظري إلى أن المقاتلين كانوا يستصعبون الحوار المباشر مع الحكومة السورية بسبب الضغط الخارجي عليهم من قبل مشغليهم من جهة”.
وكان محافظ حمص طلال البرازي أعلن يوم أمس الأحد خلو حي الوعر بمحافظة حمص من المقاتلين، بعد إتمام تنفيذ اتفاق التسوية، داعياً الأهالي الذين غادروا الحي إلى العودة لمنازلهم.