خاص|| أثر برس تسببت سلسلة التفجيرات التي أقدم عليها جيش الاحتلال أمس جنوب لبنان، بانطلاق صفارات الإنذار محذرة من حدوث زلزال في الأراضي المحتلة، بسبب استخدام كميات كبيرة من المتفجرات (400 طن)، وهنا أشار دكتور الطاقة الذرية والفيزياء النووية والباحث في القوى الكونية الأربع د.قاهر أبو الجدايل لـ”أثر” إلى أن هذا المقطع الذي حدث فيه الانفجار هو جزء من فالق البحر الميت.
وحذر د.أبو الجدايل خلال حديثه مع “أثر” من أن تكرار هذه الهجمات سيتسبب حتماً بحدوث زلزال، خاصة أن التفجير حدث في المقطع ما بين بحيرة طبريا في فلسطين المحتلة، سهل بعلبك في لبنان، سهل الحواش في حمص، على اعتبار أن الفالق خلال هذا المقطع لم يحرر أي إجهادات كبيرة، وبالتالي فهذه التفجيرات تزيد من الإجهاد وتحرض إجهادات موجودة سابقاً، منوهاً إلى أنه لو تعرض هذا الفالق لزلزال في الفترة الماضية وحرر الطاقة ومن ثم استقرت الصفائح، لم يكن ليحدث أي تأثير لهذه العمليات العسكرية لناحية حدوث زلزال.
وشرح أبو الجدايل أن المقطع الممتد بين بحيرة طبريا لسهل البقاع وسهل بعلبك، وصولاً لمنطقة المزينة وسهل الحواش في حمص، يحمل إجهادات تفوق تلك التي يحملها فالق مصياف، وبالتالي حصول 5 تفجيرات مشابهة لتلك التي حصلت أمس سيسبب زلزال على الأغلب.
وتوقع د.أبو الجدايل أن تتسبب هذه التفجيرات في حال تكرارها بتسريع حصول زلزال في المقطع بين بحيرة طبريا، مروراً ببعلبك ووصولاً لسهل الحواش، بقوة تتراوح بين 6.2 – 6.3 درجات، وهو يتبع لفالق اليمونة ومتصل بفالق الروم وفالق سرغايا وستتضرر به دمشق وخاصة أبنية العشوائيات الموجودة في القطاع الغربي لدمشق مثل (المزة 86، عش الورور، ركن الدين) كونها أساساً مبينة في مناطق تحوي تكهفات بالتربة وبالتالي ممنوع البناء بها، مشيراً إلى أن التكهفات تلعب دوراً مضخماً للزلازل ويمكن أن يتسبب زلزال بقوة 6 درجات بدمار الأبنية وخاصة المتضعضعة منها .
ولفت أبو الجدايل إلى أن هذا الفالق لم يحرر إجهاداته منذ عام 1759، وبالتالي فمن المتوقع حدوث زلزال على هذا الفالق تحديداً.
وبين د. أبو الجدايل أن التفجيرات القوية تعتبر محرضاً لحدوث الزلازل وقد تستحدثها، شريطة وصول الفالق إلى قيمة حرجة، داعياً إلى إيقاف العمليات العسكرية في المنطقة.
كما أشار إلى أن فالق مصياف قد يشهد زلزالاً لكنه سيكون ضعيف قد يصل لـ 5.9 درجات كون الفالق قد خفف من الإجهادات الموجودة فيه بعد زلزال شباط 2023.
يذكر أن وسائل إعلام عبرية أكدت أمس تسجيل هزة أرضية في الأراضي المحتلة بمقدار 3.3 ما تسبب بحالة هلع أدت لخروج المستوطنين من منازلهم إلى أماكن مفتوحة، ليتبين فيما بعد أن التحذير ناجم عن قيام جيش الاحتلال بتفجير نفق عند الحدود اللبنانية باستخدام 400 طن من المواد المتفجرة، وعليه رصد نظام التحذير من الزلازل الانفجار على أنه زلزال وصنف على أنه “تحذير كاذب”.
وبالنسبة لسوريا فكان آخر زلزال تعرضت له في منطقة سلمية بحماة بقوة 5.2 درجة، ثم خرجت بعده المنطقة من بؤر النشاط الزلزالي، وقال حينها د. أبو الجدايل لـ”أثر” إن المنطقة لن تكون مراكز لهزات قوية في المستقبل القريب، وأن التحريضات من زلازل سلمية-حماة لم تكن كافية إلى استحداث هزات قوية على فالق مصياف.
حسن جميل العبودي